أنا وشكسبير، العطر أمٌ وناصرية….!

موقع الكتابة الثقافي
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

1

قرأ جدي سونيتات شكسبير مترجمة بلهجة المعدان وأدرك فيها أن الحب الأنكليزي يشبه تماما خواطر شامة أمي التي تمشي بيت خدها والجفن ، كما عارضة أزياء في ليلة تنصيب القيصر.

وأنا قرأت شكسبير ، أبتدأت بعطيل ، فعطلت الحرب شهية الشوق بروحي...

أبي أمتنع عن الكتابة في اللومتيه.

وأخي المرحوم عبد اليمة...بكى من ألتهاب جيوبه الأنفية ، شم دخان الدبابات المحروقة في الخفجي ، وتوفى بعد 5 سنوات ، من حماقة الجنرال ، ولكن شكسبير معه في القبر ، ومثله يتمنى موتا هادئا للملك لير ، وأن لايقتله الزرقاوي بمفخخة.......!

الحياة مسرحية ، كأس ثمالة ، وصلاة عامل طين ، قداس الأحد في كنيسة أرجنتينة ، أو مزاد لبيع أرائك حزب قديم في سوق هرج...

الحياة...

المدينة في تفاصيل ذكرياتها …

الفيس البريسلي ، وموكب أبي الفضل ، وهذه الرسالة الغرامية العاشرة ، وهدية لاترد….

ما أجمل السمفونيات بصفائح الدهن النباتي ، ما أجمل الرسائل بالقلم الرصاص.

ما ….

يبقى وجه جدي ….

أعمق من أي حفرة كونية في مجرات قبلات ممثلاث السينما …

يبقى الله يحرس أولاد أخي …

مثل الحرس السلطاني في قصر بقجة سراي بأسطنبول….!

 

2

يخيم العطر على دهشة الشوق إليك.

بنطولي المدرسي الأول والقميص الأملح

بقيا معي حتى الخامس الأبتدائي .

وحين فارقه فخذي النحيل .

تولستوي بكى …

وأيرين باباس قالت لزوربا :

أرقص ، لأن الفقراء أشتروا لولدهم ملابس جديدة

ذلك مقطع من أول سونيتات شكسبير السومرية.

وهذا نحيب أبي أمام تمثال لينين :

لأ أستطيع شراء البناطيل وطائرات السيخوي……….!

 

3

العطر أمٌ والناصرية بيت من الشعر وتفاصيل مسلة من بريق صباح الصابئة ، من ذهول أسطوانات المقاهي لقصص جدتي ، ومن تراويح متصوفة أتوا من سمر قند والجبايش وصربيا …

يسألون عن سر البوح بشوق المدن العارفة لحنين دمعة آدم…

أبي

والمختار

وعريف الشرطة

والمونليزا

أولئك أعضاء المجلس البلدي

سيتذكر هيرودوتس خواطره على اشجار متنزه المدينة

على بدن الجسر

على سياج المدرسة المتوسطة

تحت أجفان بائعات القيمر..

 

سيتذكر عمره في الحروب….

مرات بسبب جنون الشظايا ، لم نتبول منذ شهر………!

 

4

ستسافر الى لندن…

الى بروكسل

الى باريس

وقلعة صالح

والمدن التي تحدث عنها ماركيز وسلمان المنكوب

وشكسبير في حقيبتك .

يؤلف للناصرية الأبوذيات …

ومثل مطرب صعيدي …

يخيط بشاربه فتق ثوبه .

ليسعد الفرعون في عيد رأس السنة الصينية…

هكذا هو الخيال ، يا قصيدتي .

فالنعبر الفرات …مشيا .

فلقد جف ….

تركيا شربته ، والنخيل رثاه

 

5

يهطل المطر الآن أمام نافذة الغرفة الصامتة. أستعيد صيفي هناك . أستعيد دشداشتي المقلمة ، وعربة البصل التي يجرها حوذي أبله وحصان طروادة ، فتسبه البيوت…يحرمها متعة الحلم بدرهم .والشاب يعشقون صوت حوافره ..ففي الفجر كتابة القصيدة تشبه طعم قبلة من فم راكيل وولش….!

هي أيامنا …

تعود وتذهب……

ووجه الحسين قسمها الجميل .

حتى في لعبة النرد…

هي أيامنا …

والقطار الى أور توقف.

الحنين يبس…

والخواطر اصبحت جكليتا بطعم التمر…

الطحين صار سمفونية البطون…

أمريكا تحاصركم…

وأبي يحاصر أمي بين الوسادة وبوابة أوبرا روما…

أسمعها تقول : ولدي القدر على النار.

والفيلم الهندي بدأ…………!

 

6

ترسمين وجهي…

بحبر مصنوع في بابل…

والمعدان يعتقدونه بصاق النبي الكفل…

ترسمين …

وجه  زيد وعبيد

وتسمعين نواح الزهراء وزينب …

وأنا في الناصرية ، أشعل المرايا وجوها ومنافي وعباءات نسائية….

يتذكر ولي العهد ….

بنطلون الملك القصير ومذياعه…

يتذكر أبي قبره المفقود في الثورة الشعبانية.

يتذكر كيسنجر مشكلة الشرق الأوسط…

وأردوغان …

وسليمان.

والفيزا…..

يبدو لي أن العراق بدون سونيتات الآن………….!

عدا نفر قليل أسمه المثقفون والكتاب والشعراء……..!

 

7

أنا وشكسبير ، العطر والناصرية .

مملكة العرق السومري ، وثوب الترميذا المندائي ، وأساطير المعدان الآتين من نوادي الحب بشيكاغو…

عالم …

من الشوق علينا أن نرتقي فيه.

نرسم جنوبنا بريشة المرأة التي أعشقها منذ أيام عشتار ، ومرهون الصفار ، وتيتي القطار…

العالم ،

الأيوني…

وشاشات الهواتف النقالة .

وشهادة طفلتي مريم.

أخذت درجة كاملة باللغة الفرنسية.

أما لهجتها الألمانية .

غوته سرقها ليلا وباعها لمحافظ ذي قار…

الآن ….

أنتهي وفي جبتي شاعر هايكو ياباني.

في جيب قميصي أحمر شفاه لممثلة بلغارية.

وقس شيوعي…

ودمعة خرافية من مجنون طيب أسمه كاظم الحلو الحباب…………!

 

 

زولنكن في 8 أكتوبر 2014

مقالات من نفس القسم

خالد السنديوني
يتبعهم الغاوون
خالد السنديوني

بستاني