ظلال دارِسَة

عبد الوهاب الشيخ
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

عبد الوهاب الشيخ

 التَّعب كامل

التعبُ كاملٌ
بما يكفي
لما نحن مدينونَ به
لطائرِ اليَقَظة ..
السماواتُ أبعَدُ
من رَحِمِ الأرض
والنجاةُ حِرْزٌ حريز
بين ضفتيّ نهر
أعبرُهُ بمصباحي
ويعبرُ العالمُ خلفي
حاملاً مرآتَه الصَّدِئة
التي لا تعكسُ
إلا الأحلام

 النَظَر إلى الخَلْف

يالَقَلْبِ العاشقة، يالَقَلْبِ العاشق لا يمَلَّا التلفُّتَ للخَلْف والحَنين لما مضى ذلك الخيطُ الذي يربطُهما إلى جذعِ نخلةٍ هي المَصِير كعصفورَيْن في كفِّ طِفْل كل ما يعرفانِه السَهَرَ على رعايةِ الأَلَم والتهامَ الذكرى واستعادةَ لحظاتٍ بعَيْنها لا تفقِدُ مع الوقتِ نَكْهَتَها الحسيَّة الطازجَة شديدةَ الرسوخ والوقوفَ تحت ظل نَأْمَةِ أو إشارةٍ دائمةِ الحضور والسؤالَ عن الجدوى يالَقَلْبِ العاشقةِ يالَقَلْبِ العاشق أيّ ريح تعبثُ الآن بداخلِهما وتثيرُ الفوضى كمدينةٍ مهجَّرة يالَقَلْب العاشقة أكبرُ من أن يسَعَها وحدها أكبرُ من أن يسَعَه وحدَه يالَقَلْب العاشقِ المفتونِ بظلِّه المفتون بظلِّها المفتونِ بظلهما الطليقِ المقيَّد كمدينةٍ مهجَّرة

 أَهْلُ الله

يا أهلَ الله

ساعدوا روحي

كي ترى

أنا الموشومَ

بالمحبَّةِ

على قلبي

وساعدي

أمام جمرةِ

العشقِ اللاهبة 

وكلِّ هذا الضياء

الذي يَنْتفي

ليفسحَ الطريق

أمام مقلةٍ زرقاء

وجبهةٍ عابسة

هذا الفراغُ

المحيطُ بي

بعضُ غيابها

هذا الفراغ

هو جرَّةُ الندم

الثقيلة

التي أحملُها

على كتفي

وأسير..

وحيدًا

بلا هدف

شريدًا

دونما وِجْهَة

رثاء الماضي

لا وقتَ لرثاءِ الماضي

ولا لكَفْكَفْة الأيامِ المنحدرة

كصخرةٍ على جبل

اتبعْ ظلالَها فوق حصى

الطريق فحَسْب

واكشفْ رأسَك

تحت سماءِ اليوم

و..غدًا

ما كان سوف يجيء

ما عَبَر

وحدَهُ يحاولُ الرجوع

الحافةُ هي الحافة

وقدمُكَ لم تَعُدْ تسير..

سَفَر

بلا ظلٍ ولا نور
بلا أملٍ
ولا حياة
روحُ الوَحْشة تسعى
مخبَّأةً تحت كل نأمةٍ
أو إشارة
كلُّ لذةٍ زائفة
كلُّ ألمٍ زائل
العتمةُ باقية
لن يُحييها النور
لن تذهب ..
قد جاءت دونَ دعوة
وسكنَتْ وحشةَ القلب
الموحش ..
لا حضور
لا غياب
سَفَرٌ في العتمة

غريبٌ أنا

غريبٌ أنت
كيفَ لا ترى
مفتاحَ سعادتِك يَلْمعُ
بين كومةٍ من الساعات
واللُعَب المحطَّمة
كيف لا تمُدُّ يدَك وتُمْسِكُه
وبقبضتِك القويَّة تُديرُه
في فتحة الباب
ـــ أيّ باب  ـــ
وتلِجُ داخِلاً  ..

 الأمل

هكذا
أنت أشبهُ بطائرٍ
حطَّ على عتبةِ حُلمِه
قليلاً
ليعاودَ الصعود
وفي منقارِه قشَّة
قشَّةٌ وحيدة
لعلَّها الأمل

جوع

أنا جائعٌ يا قمر
أدخلوني آخرَ البساتين
وانثروا على روحي
قليلاً من العشق
واحملوا قلبيَ المريض بالمحبَّة
وعلِّقوه على شجرةِ الحلم
غدًا سيغادرُ كلَّ المواعيد
المضروبةِ كالوعد
ويرسمُ حزنَه دليلاً
في مساربِ المسرَّات
أنا جائعٌ يا قمر..
زمِّلوني

 

 

 

 

 

 

مقالات من نفس القسم

علي مجيد البديري
يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

الآثم