بعد أن انتهى كل شيء

موقع الكتابة الثقافي
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

شعر : ياسر الزيات

1

يصعب عليّ نسيان هذه القُبلة المرة،

القبلة التي تجعل الإنسان غريبا

كلما أوشكتْ على الانتهاء.

تلك هي الحقيقة تقريبا.

شجرة أشعلناها سويا

لنستظل بنارها إلى الأبد،

وجعلناها جسدا ضائعا

أو شفاها معلقة في الطرقات.

أبكى؟! نعم،

وكلما أدركتُ أنني أبكي

أتوغل أكثر في البكاء،

بالمرارة نفسها التي قتلتنا منذ سنوات.

تلك القبلة المرة،

القبلة الخائفة التي تنبش قبورنا

كلما ارتعشت ذكرياتنا

هي الآن معي بين هذه السطور الموحشة،

وكلما رأيتها

تهبط دمعة ببطء على حافة الورقة،

وتحاول أن تمحوك.

امنحيها فرصة تلك الدموع الخائنة.

 

الدمام 17/8/97

 

2

 

وأنا أفتح قميصك

وأتحسس جسدك جيدا،

قبل أن أضعه في دولاب الذكريات،

وجدت جرحا نافذا في قلبك:

ما كل هذه الدماء يا حبيبتي؟!

ولماذا هي تنتمي إلى الفصيلة O أيضا،

وتتسرب بعفوية كدمائي؟!

وعم تفتش على هذه الأرض؟!

يا جسد حبيبتي المرعب،

أرجوك أن تختبئ،

أنا لا أحتمل هذه المحبة القاسية

ولا أريد أن أغمض عينيّ.

في النهاية سأشعل أقرب سيجارة

وأقفز من الدور الرابع.

هناك حريق في يدي

ودماء تغفو على الإسفلت.

 

الدمام 17/8/97

 

3

 

لم يكن بإمكاننا أن نسقط إلى النهاية.

الهواء يسقط بعفوية وإتقان.

وأنا أفكر: كيف أصبح مجنونا؟

وكيف أتقن جنوني إلى أن أقتلك

وكيف أقتلك لأبكى علنا في الشوارع

وينظر إليَ الأطفال بدهشة

إلى أن يكبروا؟!

 

الدمام

 

18:17/8/97

 

4

 

وضعتُ يدي على خدك الأيمن

فسالت من عينيك شوارع قديمة.

ووضعت شفتيَ على جبينك

فمشيتُ في هذه الفجيعة

وكلما تنقلت من موضع إلى آخر

في هذا الجسد الشقي

أرى مصيري .

من أين تأتي الرحمة؟!

 

زجاجة بيرة مكسورة

في مشهد عابر:

أليس هذا هو الحب؟!

 

18/8/97

 

5

 

أكتب لكي أرضي ضميري،

لكي أتذكر أنني حاولت أن أبكى

لكنني فشلت.

أكتب لأنني مريض بخدعة قديمة

ولأنني سأكون مريضا بخدعة أخرى

عندما أموت.

أكتب لكي أراك غارقة في دمائك

ولكي أحزن أو أندم عليك

وأشنق نفسي في غرفة النوم.

أكتب لكي يراني أحفادنا

نائما- بعمق- في متحف العاشقين .

أكتب لكي أتحرر من وجودنا

في هذه الفضيحة.

 

18/8/97

 

6

 

كلما رأيت امرأة

أنادى: يا قلبي.

وكلما أغلق مستشفى بابه

أمام قلبي

أنادى: يا حبيبتي.

وفي كل مرة تضيعين

أزور مقبرتي

لعلني أراك هناك

تبكين على زهوري.

 

18/8/97

 

7

 

يمكنني أن أقول

إنني فردت ذراعيّ

وطرتُ إلى الأبد.

ومن الأفضل أن أقول

إنني تذكرت حبيبتي

فدهستني سيارة عابرة.

ولكن الحقيقة

أن عينيها زارتاني فجأة

فتلاشيت.

ومن الآن،

أو من هنا،

رأيت وجودي.

 

23/8/97

 

8

 

والآن _

بعد أن انتهى كل شيء،

يمكنك أن تنظري وراءك؛

لأنني لن أكون هناك.

وعندما تتذكرينني

أغلقي النافذة جيدا،

حتى لا أطير مرة ثانية.

 

 19/8/97

مقالات من نفس القسم

خالد السنديوني
يتبعهم الغاوون
خالد السنديوني

بستاني