شيء من الحب في زمن الحرب

موقع الكتابة الثقافي
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

 

خليل الوافي

عينان ذابلتان في الرماد

ووجه يختزل حرقة الشمس

ترقب المدى و تقرأ

طالع الحرب،

قالت:

         ـــ "هي الحرب

والرِّكاب خاوية من صهيل الخيل

وأنت... يا صغيري

تلامس حجر الجدار

أقترب... أقترب

أقترب يا ضوئي في الاشتعال

لا أصدق الرؤيا

في ما أراه الآن

أوصيك يا بني بالصمت"...

 

أتذكر العبارة من فم جارتنا القديمة

ومن شيخ صادفته …

تغيب الصور عن الذاكرة

لم تسعفني تفاصيل الحكاية

حين لا أروي كل الأشياء

عن جرح الشجر

تراني أقلب أسرار الحجر

تخرج يدي من فرط التلويح

على حافة البحر

منارة تطل بضوئها الخجول

يرقد الحلم بعيدا

في سباته القديم

أصادف طير البجع

يسكن مناحي الجسد

يتلمس بريق النجوم

أحتمي بكل الأعشاب الجافة

من رطوبة الملح

يتناثر الخريف شاردا

تضجر السنابل من شمس الجليل

أختار بيتي و قبري الجديد

أداوم الاعتراف أمام موتي

أمام سيل الأسئلة التي تأتي

وأخرى تغرق في وادي الصمت

يخضر وجعي

أسمع وقع خطى خلخالها

يدغدغ حواسي المفقودة

في سجن كلماتي الموبوءة

ينتفض الصبح غاضبا

أمد يدي إليك

أراك شامخة

في هزيمة ملوك الطوائف

وخروج اللغة عارية من ضادها

أتسول حروف الهجاء

وأحميك من لسان تقاعس

عن مغازلة النساء

تأتين مكشوفة العراء

أتلمس أثار قدميك

وأنحني لأرى خصرك الجارف

يعتلي صوتي منصة الصمت

أنتظر خروج الوقت

من زنزانة تعاكس اختفاء الشمس

عن النفق البعيد…

أنبش التربة

عَسَايَ أجد شيئاً من ذاكرتي

قبل الطلقة الأخيرة

تذكرت أستاذ الجغرافيا

و خريطة الوطن في الواجب المدرسي

أجمع فتات الكتب المحترقة

أعود لمقتبل العمر

ألعب في الزقاق الخلفي

كي ينتصر الحلم ثانية

كي ما تصبح شقائق النعمان

   فراشات بيتي…

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

خليل الوافي

شاعر من المغرب

القصيدة من ديوان للشاعر يصدر قريبا

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اللوحة للفنان: سعد سداوى

 

ــــــــــــــــــــــــــ

خاص الكتابة

مقالات من نفس القسم

علي مجيد البديري
يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

الآثم