عادل الحنظل
بينَ صبايَ وبيني
رحلةُ قاربْ
أرهَقَ رُبّانَهُ المُحيطْ
يُغالبُ الرِيحَ
ويَرسو على الصخرِ
حالماً في ثنايا الشواطئ
وفي انقيادِ السائرِ نحوَ الظنونْ
مُبحِراً في ضبابِ المسارْ
وانتهاكِ السنينْ
حَشَوتُ آلةَ التصويرْ
بألوانِ المَرافئ
وأروقةِ المدائنْ
بانتشاء السُكارىٰ الحالمينْ
واحتفاءِ العاشقينَ في أدخنةِ الحاناتْ
يسرقونَ الثواني بخِلسةِ هاربْ
وبأضواءِ الطُرُقاتْ
بسيقانِ الحسانِ وأردافِ الحرائرْ
بالشفاهْ
بالنائمين على المصاطبْ
بأذرعٍ تُرفعُ للوداعْ
وبالنخيلْ
صورٌ …
صورٌ …
صورْ
بَلَغَتْ بعدَ ألفِ حينْ
مَرفَأَها الأخيرْ
معي ..
تخبرني ..
تَقَطّعَ الشراعْ
ليسَ في الخرائطِ أمكِنَةٌ
لفاقدِ المَسيرْ
فعُدتُ أحرِثُ في آلةِ التصويرْ
أستَنطِقُ الصمتَ في العيونْ
لكنّها ..
توارتْ الأسماءْ
خلفَ جدرانِ الموانئ
والوجوهِ التي مَلَّها اللونْ
ذكرياتٌ .. ذكرياتْ
أراها في هروبِ الأزمنةْ
أفُقاَ شاحباً
يجثمُ فوقَ قاربي المُهترِئ