لاشيء على الأرجح

أسامة عاطف
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

أسامة عاطف

هذه الحياة سخيفة، أليست كذلك؟

(١)

الأوراق التي نكتب فيها تموت بين تكدُّسات الورق الذي تركناه في درج المكتب السفلي، أو نحشرها حشرًا بين الكتب التي نحبها حينًا ونكرهها حينًا. الكتب التي مات من كتبها ظانًا أن خلود اسمه سيكفي أمام الموت!

أليسَ عبثًا كل ذلك؟ اللعنة إذن على كل شيء.

(٢)

سأنتصب في وجه الموت، لن أحني له هامتي، وسأصيح بتلك الكلمات التي اختنق بها حلقي، مُحاولًا قتله باستخدام الحقيقة -الحقيقة أنه لا حقيقة في الحياة سوى الموت- سأحكي له كل الأساطير التي اختلقها البشر، فيضحك عبثًا ويقطب حاجبيه، ويقول إن موعدي قد حان، فأسأله متعجّبًا: أحان موعدي كما هو الطفل الميّت في بطن أمه؟ فيقف أمامي مذهولًا، ذاك المغيّبُ البغيض. فأقول له: إذن خذ منّي ما تأخذه مع مرور كل ثانية، وارحل. وبعد أن يُميتني، يجلس على قبري ويبكي، ثم يضحك، ويأخذ روح من ينتحب بجوار قبري.

(٣)

نظر الموت في الفراغ بين كومات الرمال المتراكمة فوق بعضها كجثث، هز كتفيه ومضى في طريقه، نحو اللاشيء، أو بوضوح، نحو موتٍ جديد.

مقالات من نفس القسم