محمد شاكر
أنا الآن، بيْن البحر والصحراء..
لا يُصافِحني موجٌ يَنداح،
كما في سالِف الطفولة.
ولا يَسيخُ تحت رِجلي،
رملٌ، كان لي ذهبًا،
في مَراتِع الكهولة؛
يُغْنيني، في صَوْلاتِ الحلم،
عن فائِض الثَّروات.
أنا في وسَط البلاد؛
بين غرْب وجَنوب،
ثابِتٌ كَمِحْور في الْبَيْدر.
يَغْمُرني ما تَخَلَّف من عَصْفِ الْحِصادِ.
تدور حوْلي المَتاهاتُ، ولا أَدورُ
نَأى الشَّطُ بِمدِّه وجَزْره،
وَتوارَت الْبيْداءُ،
خلْف سَراب الْعُمر.
لا أَصِلُ رَحِم الْماء،
ولا أُلاطِف نَخْلَ الواحاتِ؛
حين تَفُكُّ ضفائِرها،
وتَحْبلُ بالْعراجين، والْمَلذات.
أنا الآن مُنْبَثٌّ.. على خرائِط العمر،
بِغيْر دليل.
فَمنْ يَجْمع ذَرّات حَنيني.
ويُعيدُ تَرْميم ذاتي…؟
………………
*شاعر من المغرب