العسـاكــر .. يا مَي!

العسـاكــر .. يا مَي!
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

 

عبد الرحمن الدسوقي 

"العساكرُ يا مَي .. منهم الطيبون ومنهم دون ذلك "

أخي في التظاهرِ  أخرج قلبي وألقاهُ في وجه تلك المدرعةِ التي تحملُ الجندَ 

قلبي الذي لم يؤدِ التحيةَ أبدًا أراه استقامَ انتباها... ولم يرتحل

ــ  ومنذُ متى والصحابةُ يقتتلون ؟!

ــ  منذُ الأزل ..

آه.. نبكي  على مُلهِمٍ لم نره

ونمكرُ بالوحي عمداً ونضحكُ.... حمقى بلا ذاكرة

أنا خائفٌ مثل موسى ... ولكنني لستُ أملك وحياً لكي أطمئن قليلاً

ولن أعبرَ البحرَ.... لن أهزمَ الجيش وحدي

أنا لستُ إلا السبيل الذي يعبرون عليه ولي مبدأٌ يترنحُ ...يا ليتني أخسره

العساكرُ في الصفِ مني ومنهم أنا

لا نريدُ.. ولا نطمئنُ... ولا نشتكي... ولسنا نرى

ونأكلُ .. نشربُ .. نكذبُ .. نكذبُ .. حتى نصدقَ . 

               والعساكرُ يا مَي .... نصفٌ ونصف

                         زيفٌ وخوف

يسيرون خلفَ كلامِ الرسول  ــ وهم يعبدون  "العميدَ" ... أو القائد ــ على حسَب رتبتِه

على حسب جُرحٍ بقلب المبادئ .. لا يندمل

ـــ ومنذُ متى والنبيُ يهرولُ بالخطوة العسكرية ؟!

ــ منذُ الأزل ..

ــ ومنذُ متى والعساكرُ تبكي ؟!!

ــ منذ اطمأنت كتفُ النبي بنسر ٍ ونجمة

وهل كان للجُندِ أيُ اختيار؟

الجنودُ يخافون ثم يخافون

لا شيئ يقتلُ في الحربِ

وحده الخوفُ  ينهكُ أرواحنا

يكسرُ كلَ مبادئنا ثم يخلقُ ألف مبرر ...

كي نتراجع ..

آآه .. لم تعدْ كفي تصلحُ للبندقيةِ

لم يعدْ مبدأي صالحاً للوطن ..

وهارونُ يمشي على الرملِ بين الجنودِ  ـــ ولم ينتعلْ غير ذكرى أخيه المسافرِــ

 يشهدُ كيف ابتنى القومُ عجلاً من الخوفِ ومن هزةٍ في قلوبِ الجنود..

وموسى أناخَ البعيرَ على ساحلٍ في أوروبا  وأقسم ألا يعود ..

 

                                                                مصر السويس

                                                                3/9/2014

مقالات من نفس القسم