أظنــك تقصدني

موقع الكتابة الثقافي
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

عايدة بدر

أظنك تقصدني

حين تتلفت وفي يمينك وردة

تصعد إلي جبينك حدائق حبق

ويرتد طرفك سريعا حينما التقي وجهك

أظنك تقصدني

والأجساد تمر من ضيق المفارق

نبض يسير في طرقات صمتك يعيد ترتيب أصواتي في لغتك

وذاك نخيلي يشرب من عميق قلب وردة في يمينك

 

حين انتقلت الوردة من يمناك إلى شَعري

اعترف الأصفر في جدائلي أن ثمة ما يستحق الانعتاق

لم يكن في المدينة سوانا والنوافذ هاربة

كانت الحرب قد علقت رؤوس المتطفلين ومدمني الحكايا البالية

على أسطح الأفئدة الباردة

كان الشتاء يدق نوافذ النرجس بعنف

والأيدي المرهقة من تعب الغرس ترقد بجانبنا

كانت الشامة على ظهر النهار تنقش حدود الشمس

والوردة في شعري لا تزال تبحث عن كفيك لتشرب

 

هكذا وأنا أخرج من بين أغصانك

تنمو على حافة الحرب شجرة

تشتبك أزرار النبض بخصلات الوردة في شعري

تنام الوردة بحذا جبيني

لا تفكك خيوط النبض …. عَلِقنا

الهتاف في الخارج أصم لا يسمع استغاثات المنكوبين

الحرب تمور على أبواب الصقيع بلا هوية … تستجدي الفرار

الريح تحمل من شبيهك صليبا كرتونيا

لا يصلح لشحذ أطراف الدفء

لكنه في طريقه نحو الشتاء يوقظ الوردة

فتعود لتسأل ………..

 

لغة ما تبحث عني، تركض خلفي تشتهي وردتك في شعري

اظنها الحرب مبهمة ملامحها ترتدي قفازات العاصفة

والشتاء هناك يعلق مصابيحه على حافة النهر

خبئني في صدرك حتى تمر العاصفة

وتخلع الحرب ما فوق رأس الريح

حتى يملأ الشتاء جرار النهر من جديد

لا أريد اللغة …. لا أريد الحرب و لا النهر

أريد الوردة أن تنام في شعري بآمان

فأنت تقصدني

 ـــــــــــــــــــــــ

*شاعرة مصرية

 

 

مقالات من نفس القسم

خالد السنديوني
يتبعهم الغاوون
خالد السنديوني

بستاني