حقل البرسيم

fdbb2f9f88036f3917a463b9c7c8cd96
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

محمد عكاشة

يدرك البرسيم دهاء المنجل

لهذا يتراص في خطوط

 كي يتصدى للمنجل بتوهج الخضار

ربما ينغلق قوس المنجل خوفا على نفسه كدائرة

أو يفر كعجلة من يد فلاح ثائر

رغم علم البرسيم أن المنجل تلوى في نار الكير

والتهم التنور حديده في يوم شتوي غائم

رغم معرفته بضربات البرق لينثني

ربما يطيره بستاني حالم في السماء كنصف قمر

يضيء الليل بالأحمر الناري

فيتلألأ الأخضر البرونزي مع ألوان البرتقال في الحقول

فتتراقص أعواد البرسيم من فرط نشوتها

أو يلتهم بأسنانه أسراب الجراد المهاجر

فيدفع عن الأخضر المسالم رمال الصحراء المتحركة

حتى يغني العابرون للحقول موالاً للبدر

حتى ينقر الطير أزهاره البيضاء

وترعى الإبل في امتداده الموغل

……

المنجل يعشق ليونة البرسيم وطراوته

ضربة واحدة بطول ذراع

تسقط جماعة كبيرة بدرجات الأخضر وقت التوهج

ضربات كفيلة بسفك الأخضر الزهري  في شرايين الأرض

كي ينقر الطير ما تبقى من ألم

ويعلن الفلاحون ولاءهم للمنجل

ويرسمه الصبية كوشم على أكفهم

وتعلقه الفتيات على صدورهن 

……..  .  

حين تحالف البرسيم مع الماء

نثرت الأرض بذورا من نور

حين تحالف مع الشمس

نمت أجنة خضراء تبغي الحياة

وتقوست درجات الأخضر كهلال  للسماء

قالت

الفراشات في الهواء

للبرسيم أوراق وقلب

قالت

 الترع في الوادي

البرسيم سجادة صلاة للرب

وسيقانه مداحون في حضرة الغيب

قال

 المطر وهو يساقط

للبرسيم صور تمور مور الغيم

حتى البهائم في البرية

قالت

 البرسيم دماء القلب

وما المنجل إلا دائرة  القدر

…….

حين ماج في يوم كان البرسيم فيه مشغولا بترتيب درجات الأخضر

كان مهموماً ببث عصارته على جسور العابرين

كان جاداً وهو يفرد الأخضر أسفل أقدام الجنود

كان شاعراً وهو يرقد أسفل أشجار الجزورين

ربما يتكاثر حول مدفع للحرب

ولم يع أن كفوف الناس تنبت مناجل متأهبة  كل صباح

 

 

مقالات من نفس القسم

خالد السنديوني
يتبعهم الغاوون
خالد السنديوني

بستاني