مسرح كسر التابوهات

آثام آدم
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

 

basen6

نسرين البخشونجي*

"جزمة واحدة مليئة بالاحداث..أرجوك متتحركش" هو أسم كتاب باسم شرف المثير للدهشة. ثم  تزداد دهشتك حين تجد عبارة "مجموعة مسرحية" مكتوبة على الغلاف الأحمر الجذاب. الكتاب رغم حجمة صغير و لكن عنوانه  يعطى انطباع "حقيقى" بوجود أكثر من مسرحية فى إنتظارك.

الكتاب صادم بداية من صفحة الإهداء الذى يحمل بُعداً فلسفياً و إنسانياً “إلي كل من خرج من تحت البطانية في عز البرد ويبص من الشباك عشان يقول حاجة …..” و “إلي ملامح وش عمي اللي شفتها ممددة علي سرير الموت” إلى أخر جملة فى أخر نصوص الكتاب على لسان شخصية  المؤلف ” انتو مسنين مين؟ ماهو مش جاي ، والله العظيم ماهو جاي ، وخليكوا قاعدين ( ويرددها ) “.

تحتوى مجموعة باسم شرف المسرحية الصادرة عن دار ميريت على اربعين نص مسرحى. تباينت فيه النصوص من حيث طولها فمثلاً أول نص مسرحى فى المجموعة عبارة عن جملة واحدة فقط.  “المهدى المنتظر: على فكرة أنا مش جاى. إظلام” و هو النص الذى يحمل عنوان “الكرسى الفاضى”. و كأن الكاتب أراد يعطى القارئ فرصة ليكمل بنفسهُ ما بين الحروف.

فى بعض النصوص تظهر وجهة نظر الكاتب الفلسفية بوضوح مثل النص الذى يحمل عنوان “تحت الأرض” حين كتب عن الكبت الجنسى الذى يعانى منه الشباب عبارة على لسان بطل مسرحيته ” جوا المترو الناس بتمارس العادة السرية بملامح وشوشهم لما يشوفوا بنت واقفة وساندة ظهرها على الباب” .

و فى النص الذى يحمل أسم “كركيب”  ناقش باسم شرف أزمة المجتمع مع الإعلام الذى اصابهم بالفصام ففى القناة الأولى إحتفال بمسابقة ملكة جمال, و الثانية نجم من فئة أنصاف الموهوبين يتحدث بفخر و الثالثة رجل دين من الذين يفتون فيما يعلمون و ما لا يعلمون. و فى نفس الوقت صوت الراديو يعلن إستشهاد الشيخ أحمد ياسين حين يفاجئ القارئ ببطل العرض الذى يعلن رغبته فى التعليق عن الحدث..فيعلق على إنسحاب الاهلى من الماتش!!

“دايما بنفهم بعض” “أه” عنوان صادم أخر لنصوص الكاتب..لانك بعد قراءة النص ستعرف ان لا أحد يسمع للأخر بل كل شخص يسمع نفسه و فقط.

يبدو أن المؤلف أراد أن يكسر تابوهات المجتمع لانه ببساطة لا يفهمها على وعد منه انه إذا فهمها سيحافظ عليها و هذا ما يظنه شرف مستحيل. تظهر تلك الفكرة واضحة فى نصهُ ” آخر الصف” حين قال البطل “أنا مع كل ما هو مرفوض فى المجتمع لحد ما اعرفه”.

” اللوحة الباهتة” أسم النص الذى أعلن فيه المؤلف وجهة نظرة فى الحقيقة التى صورها على انها دمية قبيحة و مع ذلك فأخر جملة يقولها البطل ” كم أشتقت إليك؟”

التناقض الذى نحمله بداخلنا كان أحد الأفكار التى أكد باسم شرف عليها فى نص ” على باب المتحف” حين قال البطل ” المدرسة التي أدرس فيها مادة اللغة العربية والدين . لا أصلي الآن .أقرأ القرآن أمام الطلبة . و أقرأ انبهارهم بصوتي الجميل وقولى……….( لما أكون في ضيقة أصلي ركعتين ) تتزلزل مشاعري”. كذلك فى نص بأسم “إزازة” و هو عبارة عن ديالوج بين أثنين يحاول الاول تقديم زجاجة كوكاكولا للثانى الذى يرفض لانه مقاطع لكن فى نهاية النص يأخذها لان الذنب يقع على من اشتراها!

الوحدة من الأفكار التى وردت فى أكثر من نص لدى باسم شرف فهى موجودة فى ” مشهد رومانسى عادى جدا”, “خايف” و نص “القرار الأخير”, فمثلاً فى ” القرار الأخير” قال احد أبطال النص انه فى إنتظار صاحبه الذى سافر كى يحكى له و يستريح.

كذلك فكرة الفصام التى يعانى منها المشاهد العربى بسبب الإعلام حيث وردت فى نصيين”كراكيب” و “مشهد رومانسى عادى جدا” حين كتب المؤلف رأيه على لسان الشاعر حين سأل “يعنى ايه بنت حلوة؟”  “تأثرك بقراءة (مقتل ثلاثة فلسطينيين وخمسة عراقيبن) اسفل الشاشة وهي عارضة أغنية بورنو”.

فى النهاية لن يملك القارئ سوى أن يستمع لنصيحة الكاتب باسم شرف..” أرجوك متتحركش”.

عودة إلى الملف

 

 

مقالات من نفس القسم