الحياة من فوق كرسي هزاز

ملف "الألم".. أو عقوبة الحرية بالحنين
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

غادة نبيل

في نوفيللا غير مربكة تقص الكاتبة " نجلاء علام " حدوتة نوستالجية هي رواية "نصف عين" ضمن مدخل أو مفتتح يومئ إلى الحدوتة التي تطالب طفلة ما بها أمها أو حتى من تظنها أمها ، ثم يبدأ الواقع يتقاطع مع الخيال عبر ذكريات مسرودة توحي طريقة سردها بهدوء ورزانة التأمل للقساوة عن بعد أو بعد زمن حيث نضع أيدينا علي تكرار لثنائية قدرية ضمت التوأم "ابنتان" ، و التي تُكرر فيها كل واحدة إرث الزواج من نفس الشخص بسبب وجود طفلة لا يُراد لها بالطبع أن تتربي مع غريبة ، وتُكرر ما فعلته أمها عندما تزوجت للمرة الثانية رغم عدم تأكدي من شخصية عم حسن وهل هو عم فعلا للبنتين أم يُقال له لقب "عم" مجازا لعدة أشياء تشير إلي توتر العلاقات مع الأعمام في النص ، و نأتي إلى واقعة غزو الكويت و تُشير إليها الكاتبة خفيفا وفي الخلفية لتبرير موت إحدي البنتين وتوريث العطش والتعب والاحباطات المتراكمة والتغطية على ما أستطيع أن أصفه  ب "الاعترافية" داخل الحدوتة والتي تطل عبر حوارات أو بعض الجمل القصيرة أو حتي الاسترجاعات الواهنة النفس والتي تعطي هذه الرواية القصيرة حدها ونبرها الحزينين المليحين. 

وتمنح الكاتبة شخوصها أصواتهم ثم تأخذها منهم ثم تردها إليهم في لعبة تناقل وتحريك للضمائر تستمر طوال الرواية بما ذكرني بطريقة الكاتب الأمريكي الأشهر في بدايات القرن العشرين وليام فولكنر وخاصة في روايته القوية دامية التأثير “الصوت والغضب” التي تحولت إلي فيلم عالمي شهير وكتب المقدمة النقدية للرواية المكتوبة الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر.

رواية “نصف عين” مكتوبة في الحالة التي دشنت بها الكاتبة صفحاتها الأولي.. حالة الاسترجاع الهرم للزمن المفقود بمن فقدناهم وما ارتكبناه في حقهم وما ارتكبته الحياة في حقنا.. تلك الحياة التي تتأملها الذات الراوية التي تتقاطع في البداية مع إحدى البطلتين من على الكرسي الهزاز الذي أدى إلى استدانتها بأكثر من طريق لتحصل عليه وتجلس يهتز ويهدهدها وهي تتذكر.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

جريدة الجمهورية ، الثلاثاء : 7 يناير 2003 م .

عودة إلى الملف

مقالات من نفس القسم