وأنا أسير بموازاة السماء

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 102
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

ناهد السيد

قصاصات ورق أدسها في حقيبتي لأدون فيها جملاً قد تباغتني وأنا أسير بموازاة السماء

في كل مرة أخرجها لم أجد مساحة فارغة تتسعاهد ال لمشاعري

أصر على الكتابة.. يشرد ذهني

في أمور أعتادها أكثر

كيف كان حال عصيدة الأمس؟

هل كانت صحية بما يكفى؟

ماذا أطهو اليوم لكى أفى باحتياجات أبنائي من طعام صحى ولا يمرضون مثلى؟

البروكلي أفيدهم.. لا، لا يحبونه!

لكنه مفيد.!

إذن تصفحي صفحات سيدات أخريات اهتممن بعجن البروكلي وإخفائه في الطعام، ليخدعن أبناءهن ليتنالوه.

لكنه يؤذى معدتي!

لا يهم.. فأنا بالفعل مريضة

لا أتوسم الشفاء.. أنا فقط أرجو العافية لكى أخدم أبنائي وتقوى أجسادهم على أي مرض يباغتهم بعد الخامسة والعشرين أو على الأكثر الثلاثين.

فهذه سنة الحياة التي أردت أن ألقنها لهم. لكنهم لا يصغون، يديرون رؤوسهم خلف المجهول ولا يعبئون بكلامي.

وكأن ترجمة كلمة “مريضة ذئبة” تعنى الجنون والهلع والانزعاج والقلق من المرض

حقاً لديهم كل الحق، فأنثى الذئبة تخشى على أولادها أكثر من أي حيوان آخر

إنها تقود قطيعاً من الذكور، قويى بما يكفى لتبقيهم أحياء رغم غباءهم

وإصرارهم على اللعب أمام أعين النمور

ليس فى قصاصاتي مساحة لي

مهامي اليومية أكثر وأهم من مشاعري

لم يأت وقتها بعد.

لعلها تأتى إذا ما لفظوني كلية وهربوا من أمام عيني أكثر

بدأ بالفعل هوسي عليهم يخيفهم فلم يعد أحدهم يقرأ رسائلي على الواتس آب، طريقة التواصل الوحيدة بيننا الآن، يخشون أن تكون نصائح طبية.

تحذيرات، تعليمات. فقد صارت العلاقة بيننا تسير في نفق الخوف المظلم

ألتمس لهم كل العذر، كنت أخشى عليهم من الندم، أخشي أن لا تقوى أجسادهم الصغيرة النحيفة على الألم. أخشي أن يصيبهم مكروها لا أتحمله.. صرت كالدبة التي وقفت على صدر صاحبها لكى تقتل ذبابة تضايقه

كنت أخشي..أخشي وكفى

وأعلم جيداً أن الخوف قاتل صامت

يأكل عقلي ومشاعري ويحرمني المتعة

صرت مريضة خوف.. مهووسة بالخوف

ينخر قلبي كل ليلة لأصحو أطمئن إذا كانت قلوبهم تنبض أم لا؟

إذا كانت أنفاسهم منتظمة أم لا؟

إذا كانت الحرارة في موضعها

إذا كانت الأعين مغمضة على يوم جديد تتطلع إليه في الحلم!

صرت أراقبهم، وأراقب خوفي بمنظار يخترق التفاصيل، صرت أسير بموازاة الخوف، فماذا سأحصد سوى قصاصات مهترئة في حقيبتي، تشير إلى أكلة اليوم التي تقصم ظهري نصفين وتتورم لأجلها قدماي، لأطهو ما يأنفون أن يأكلوه، لم أقتنع بعد أني أستطيع أن أغير أقدارهم.

أنا فقط أستغل فرصة قربى من الله  لكى يسلكون طريق الصحة، لعل وعسى ينتبهون، لكنى لازلت خائفة

هل من سبيل يا ربى لطمأنتى؟

مقالات من نفس القسم