لماذا تخاف إليزابيث تايلور من فرجينيا وولف؟

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 47
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

سارة يوسف

أول مرة التقينا كانت  منذ  سنوات، حين عرض برنامج نادي السينما فيلم “من يخاف فرحينيا وولف” لزوجي هوليوود الأشهر إليزابيث تايلور وريتشارد بريتون، والذي  يدور حول مشاجرة عنيفة بين أستاذ تاريخ وزوجته أمام الضيوف ويبدأ كل منهما في البوح بأسرارهما الزوجية ولعبة التطهير والخلاص، وهل قتلا ابنهما الوحيد؟! وكم كان غريباً أن الزوجة تخاف من ترديد اسم فرجينيا وولف. وقتها توهمت أن فرجينيا هذه شخصية في الفيلم، إذ أن اسمها  اعجبني فلم أكن اعرف سوى ڤرجينيا جميلة الجميلات.

مع مرور الوقت، أدركت أنها من أهم كٌتاب النصف الأول من القن العشرين، ولها اُسلوب ينتمي لما يسمى بتيار الوعي مثلها مثل هنري جيمس..ولها من الروايات تسع كتبتها ما بين ١٩١٥ و١٩٤١.. ويتبادر السؤال إذا كانت ناجحة، فكيف خافت منها إليزابيث تايلور؟ هل لأن اسلوبها يجمع مابين الغموض والسحر؟ أو ربما سردها للتفاصيل بشكل غير إعتيادي، ولكن لماذا وقع في قلبي شيء من الشجن حين سمعت اسمها أول مرة. هل ذكرتنى بكافكا؟

بالبحث تبين أنها رحلت بعد حياة قصيرة إذ عاشت مابين (١٨٨٢-١٩٤١)، وبعد كثير من تعب جراء مرض عقلي أصابها وأصوات تدق في رأسها بلا توقف، اتجهت للبحيرة بعدما ملأت جيوبها ببعض الحجارة وغمرتها المياة..وتركت رسالة لزوجها تقول فيها “أعرف أنني أفسدت حياتك لكنك في غيابي سوف يمكنك العمل، أعرف ذلك”، رغم حبها الكبير له أقدمت على الإنتحار اذ تهمس له “إذا كان ثمة من أنقذني فقد كان أنت .

تقول فاطمة ناعوت في مقدمة ترجمتها لكتاب “جيوب مثقلة بالحجارة”، إن فرجينيا حاولت الانتحار حين أصابها المرض العقلي أول مرة وحين رحلت أمها مبكراًثم مرض أباها وتوفي أخاها “أي أن دائرة الموت ضاقت حولها”.

حتى أنها في إحدى رسائلها لصديقتها إيثيل سميث -والحديث مازال لناعوت تتساءل  -“ماهى الحجج التي يمكن أن تقام ضد الإنتحار؟ ومرة آٌخرى كتبت “ووددت ان أخبرك لكنني كنت خجلة جداً، كم كنت سعيدة بآرائك حول مشروعية البحث عن تبريرات ومسوغات للإنتحار “

أي أن مسألة الانتحار لم تكن عنها ببعيد.

قد يقول البعض كيف تترك كل هذا النجاح والزوج المحب؟ وتذهب ببساطة !

ربما رأت في ذلك الخلاص، وفٌسحة  للروح أن تهدأ، فلا خوف من فقدان صديق في الحرب، ولن يأتيها هاجس انتصار النازي وابتلاعها أقراص السم قبل أن يحرقها هو، ولا أصوات تدق في رأسها تناديها  ولا مزيد من حزن وسواد.

هل هذه النهاية الحزينة للكاتبة الأشهر تٌفسر تعقيد شخصياتها  وعاديتها المفرطة وصعوبة ألفاظها كرواية “السيدة دالاوي “التي ترصد يوماً واحداًف ي حياة كلاريسا دالاوي في لندن؟

الأكيد أن هناك وستبقى غٌصة حين يتردد اسمها..

ما يشغلني حقاً ماقالته في اللحظة الفاصلة بين الحياة والموت: تٌرى هل يمكن أن أعود، لأٌقبل زوجي ليونارد وأبقى يوماً آخر؟ أو هل لي في كوب دافئ من الكاكاو؟ أم إنها ابتسمت وهي تحتضن المياة متقبلة النهاية؟،والسؤال الأهم: هل أراحها  توقف الدقات؟

مقالات من نفس القسم