فتاة باردة

فتاة واعدة
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

محمد العبادي

ظلت المشكلة الأكبر التي تواجه الجوائز السينمائية هي معايير اختيار الأفلام الفائزة، فمع تسليمنا بأن الأعمال الفنية لا يمكن أن تخضع لمعايير قياس ثابتة ونهائية، تكون عملية “المفاضلة” بين الأعمال وتحديد الأفضل في غاية الصعوبة، وفي حالة السينما – كحال الكثير من الفنون – تم التوافق على أن يكون تقييم الأعمال السينمائية مبنياً على أساس “التصويت” الجمعي من عدد من “الخبراء”.

وفي حالة الجوائز السنوية والأوسكار تحديدا تظهر نقاط ضعف نظام التصويت، فهنا التصويت ليس للجنة تحكيم محدودة العدد مثل لجان تحكيم المهرجانات السينمائية، فعدد أعضاء الأكاديمية الذين لهم حق التصويت يقترب من عشرة آلاف عضو، أيضا عدد الأفلام المرشح للجائزة غير محدود، لهذا مع ضخامة القاعدة التصويتية واتساع مجال الاختيارات تظهر معايير غير فنية في نتيجة التصويت.

من أكبر الأمثلة على ذلك هو هذا الفيلم: “فتاة واعدة” إخراج إيمرالد فينل.. نحن أمام فيلم متوسط الجودة – إذا كنا مهذبين – وتجربة أولى لمخرجة شابة، رغم ذلك حصل على خمسة ترشيحات للأوسكار منها أفضل فيلم وإخراج.

سيناريو بارد (مرشح لأحسن سيناريو أصلي)، عن فتاة تحاول الانتقام لصديقتها التي تعرضت لحادث اغتصاب، سيناريو حافل بالشخصيات المفككة والصدف والأحداث غير المنطقية، كل ذلك داخل حبكة غير متماسكة!!، أما كاري موليجان التي رشحت لجائزة أحسن ممثلة فقد قامت بأداء بارد، رغم أنه لا يمكن لومها على ذلك مع تلك الشخصية المكتوبة بشكل سيء، مونتاج تقليدي يليق على الأحداث التقليدية، مجرد فيلم تشويق عن تيمة الانتقام مع إضافة “بلوت تويست” بائس لإنهاء الفيلم.

رغم أن هذه التركيبة لا تؤهل الفيلم إلا لعرض محدود على إحدى منصات العرض الالكتروني، إلا أن “الرأي العام” للأكاديمية جعله الحصان الأسود لمنافسة هذا العام، فالفيلم فرصة ممتازة لتبييض صفحة الأوسكار مما أحاط بها من شبهات التمييز الجنسي والتحرش، فرصة لتحقيق رقم قياسي: لأول مرة يتم ترشيح امرأتبن في فئة الإخراج في نفس العام.. بالإضافة لموضوع الفيلم الحافل بالدفاع عن المرأة.. بغض النظر عن كونه عرض لهذا بشكل طفولي فج.

بمضي السنوات تحولت الأوسكار لاحتفالية سياسية بالأساس، ومعرض للآراء “التحررية” للقائمين على صناعة السينما… أما الفن والجمال، فيأتيان في المرتبة الأخيرة.

مقالات من نفس القسم