أودري هيبورن.. الأيقونة التي لن تموت

موقع الكتابة الثقافي
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام
بالأمس كنت أستمع لـ Moon river بصوت سيناترا، ولويس ارمسترونج وأحببتهما فعلاً، لكنني لم أشعر بها كاملة إلا عندما استمعتُ إليها بصوت Audrey Hepburn وأنا أشاهد بعضاً من مشاهدي المفضلة في Breakfast at Tiffany's!، فمن منا لم تحلم بأن ترتدي الفستان الأسود الشهير وتتناول إفطارها في تيفاني، كما فعلت هي على أنغام Moon river ؟!

ومن منا لم تغرم بحياة Holly بقطتها، بمجوهراتها، بحفلاتها، بصخبها ، بصوتها على الجيتار!

وكأن أودري هيبورن من خلال هذا الدور تجسد أيقونة أخرى بجانب أيقونتها الخاصة، والمدهش أنها كانت تعتقد إنها لم توفق في دورها في Breakfast at Tiffany’s ، على الرغم من إنه أصبح أحد أشهر أدوارها على الإطلاق!وافتتاحيته هي أحد أشهر إفتتاحيات الأفلام أيضاً، والغريب أن مدينة نيويورك التي لا تنام، نامت في هذا اليوم ليتمكن المخرج ” Blake Edwards ” من تصوير المشهد الافتتاحي في أول ساعة من أول يوم تصوير، في الخامسة من صباح يوم الأحد 2 أكتوبر 1960، لفتاة تخرج من التاكسي لتقف وتحدق في أحد نوافذ تيفاني وهي تتناول إفطارها وقهوتها!وكانت تلك هي المرة الأولى التي يفتح فيها تيفاني أبوابه يوم الأحد منذ القرن التاسع عشر، ليتمكنوا من التصوير به!

والغريب أن Breakfast at tiffany’s كان كقصيدة عشق في مدينة نيويورك، فعلى الرغم من تخلل قصة حب بين بول وهولي في أحداث الفيلم إلا إنه كان واضحاً ومع مشهد البداية أن الفيلم يغازل المدينة، وأن قصة الحب الحقيقية الطاغية، هي المكان!

وعلى الرغم من اختلاف الفيلم عن رواية trueman Capote وأنه كان يريد الدور لمارلين مونرو إلا أن أودري برعت فيه ، بطريقة هي نفسها لم تكن تتصورها.

فأودري التي تعودت أن تلعب أدوار الفتاة الرقيقة التي تسعى خلف الحب، هاهي تهرب منه، وتتفاداه.

بل وتسعى في أغلب الوقت خلف الشخص الغني تتقصى عن ثروته وتحيطه لتوقع به، نراها شخصية صاخبة، على عكس ما تعودناها ، ومن هنا أرى رؤية trueman Capote لمارلين مونرو في الفيلم فمارلين تجسد الشخصية الصاخبة والإغراء والتلاعب لدى الجمهور، أما أودري فهي تجسد الرقة، لكنني أراها وقد برعت في أن تتحول من الفتاة الرقيقة ، للفتاة الجميلة، المرغوبة ، الصاخبة، ولم أكن لأتصور لهذا الدور أن يكون من نصيب أي شخص آخر غير أودري هيبورن، فقد صبغت عليه طابعها الخاص وجمالها وصوتها.

فكان هذا الدور نقلة في حياتها نحو أدوار أكثر تعقيداً سنراها في فيلمها التالي مباشرة The children’s hour الذي جسدت فيه مع Shirley Maclaine دور مدرستان متقاربتان تتعرضان للمشاكل بسبب إتهام إحدى الطالبات لهم بإنهم Lesbians .

وبذلك تصبح أيقونة هيبورن كاملة ليس فقط في الجمال والأناقة والرقة، التي جعلتها حلماً تريد كل فتاة أن تكونه، بل وفي تنوع الأدوار أيضاً، أيقونة ستظل حية، داعبتها شركة شيكولاتة جالاكسي بإعادتها للحياة رقمياً عام 2013من خلال إعلان تجاري على أنغام أغنيتها الخاصة، كهدية لمحبيها، لكنها لم تغب عن ذاكرتنا قط، إذ ستظل دائماً Audrey Hepburn هي الأميرة التي سقطت نائمة في شوارع روما ، لتقع في حب صحفي بسيط .

كائن لا تحتمل خفته، لكن بمعنى آخر غير الذي كان يقصده كونديرا في روايته.هي “سيدتي الجميلة .. وغرام الأسياد .. ويوم من عمري” لكن بنكهتهم الهوليودية الأصلي.، وفي ذكرى ميلادها السادس والثمانين ، نهديها أنغام Moon river ، بصوتها ، ونرسلها لها عبر السماء ، لنشكرها على الحب الذي جعلتنا نؤمن به بشكل لا إرادي في طفولتنا من خلال قصص حبها الخيالية، وعلى الحُلم الذي كانته و جعلتنا نشتهيه!

مقالات من نفس القسم