عزة حسين: قصيدة النثر محرومة من الاعتراف الرسمي

فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

رغم رفضي القاطع لتصنيف الإبداع ذكوري ونسوي فإن ذلك لا يمنع من الإشارة إلي الشاعرة المبدعة عزة حسين باعتبارها واحدة من أميز الأصوات النسائية في مشهد قصيدة النثر المصرية والعربية فضلا عن كونها أميز الأصوات الشعرية عامة. فرغم تجربتها الشعرية التي بدأت منذ عقد تقريبا فقط استطاعت بموهبة أصيلة أن تحفر لقصيدتها مجري خاصا بها عبر رؤية شعرية خاصة بها ولغة نحتتها من عالمها الذي لا يخص غيرها فقصيدتها لا تشبه إلا روحها. ولن يصعب عليك أبدا أن تعرف أن صاحبة تلك القصيدة هي عزة حسين دون غيرها مؤخرا صدر لعزة ديوانها الثاني "ما لم يذكره الرسام". وفيه تؤكد علي حضورها بقوة وتستكمل خطواتها في اتجاه مشروعها الشعري الذي بدأ بديوانها الأول "علي كرسي هزاز".

رغم رفضي القاطع لتصنيف الإبداع ذكوري ونسوي فإن ذلك لا يمنع من الإشارة إلي الشاعرة المبدعة عزة حسين باعتبارها واحدة من أميز الأصوات النسائية في مشهد قصيدة النثر المصرية والعربية فضلا عن كونها أميز الأصوات الشعرية عامة. فرغم تجربتها الشعرية التي بدأت منذ عقد تقريبا فقط استطاعت بموهبة أصيلة أن تحفر لقصيدتها مجري خاصا بها عبر رؤية شعرية خاصة بها ولغة نحتتها من عالمها الذي لا يخص غيرها فقصيدتها لا تشبه إلا روحها. ولن يصعب عليك أبدا أن تعرف أن صاحبة تلك القصيدة هي عزة حسين دون غيرها مؤخرا صدر لعزة ديوانها الثاني “ما لم يذكره الرسام”. وفيه تؤكد علي حضورها بقوة وتستكمل خطواتها في اتجاه مشروعها الشعري الذي بدأ بديوانها الأول “علي كرسي هزاز”.

* قصيدة النثر صارت متن المشهد الشعري فهل قدمت في نظرك ما تستحق به ذلك المتن؟

لا أعرف.. المتن والهامش صارتا كلمتين نسبيتين بشدة حتي انني أكاد أشك في كونهما متقابلتين فهناك مرايا عديدة وزوايا رؤية تختلف في سياقها وضعية كل من الهوامش والمتون. وفيما يخص قصيدة النثر تراها تملأ السمع والبصر بتجارب كثير منها شديد الإبداع والجمال والخصوصية. فضلا عن تجارب أخري غير قليلة لكنها شديدة الجرأة والطمأنينة في طرح وتسويق نفسها بل وادعاء الأفضلية.

* وهل تعتقدين أنها سوف تضيف في السنوات القادمة منجزا يليق بها ويلحق بمنجز موروث الشعر العربي؟

هناك العديد من المؤتمرات والفعاليات باسم قصيدة النثر ومن أجلها يميزها أكثرها الجدية ومحاولة تمتين هذه القصيدة وشعرائها ذوي المظلومية التاريخية لكن يسوءها أيضا التحدث من موقع أصحاب المظلومية لأن هذا في رأيي عدم اعتراف ضمني بالذات أن تحاول دائما إثبات شرعية وجودك.

جماليا قدمت قصيدة النثر وفي القلب منها القصيدة المصرية مسوغات وجودها وحضورها وتصدرها المشهد الشعري لكن للأسف ظلت محرومة من الاعتراف الرسمي إن صح التعبير فهي بعيدة آلاف الأميال عن المناهج الدراسية والفعاليات النقدية والدرس النقدي الحقيقي.

أما المستقبل فأظن أنه في صالحها تماما فالعقل المصري والذائقة الجمالية التي ثارت مؤخرا ككل شيء في مصر لن يستمرا في قبول أنماط التعبير الاسمنتية القديمة والنصوص الجديدة للشراء الجدد والمخضرمين من كتاب قصيدة النثر قادرة علي إحداث هذا التثوير.

* قلت في ديوانك “سأسمي القصيدة روحا.. وأسمي روحي القصيدة؟ فمتي يحدث الانفصال بين المبدع وكتابته وهل دائمًا الكتابة هي المبدع؟

الروح كما الكتابة شيئان ساميان. الكتابة رئة أخري حياة جديدة. حضور نحاول فرضه وإزاحة العالم بأكمله دونه. هذا الذي سميته أنت انفصالا وأسميه انفلاتا وانعتاقا من العالم الذي نتفق جميعا علي قبحه وشراسته. هو المسافة بين روح الكاتب وواقعه. وهي مسافة متحركة باستمرار تزيد وتنقص حسب قوة وسطوة حضور الواقع علي المبدع أو العكس. لا انفصال تام بين المبدع وكتابته ولا تطابق. لكن الأوساط العربية تحديدا أميل إلي التلصص علي الكاتب من خلال كتابته. وتلقيه في ضوء سيرة أبطاله وشخوص أعماله. وهو أمر مؤلم وظالم جدا خاصة عندما يكون الكاتب امرأة. الأمر أصبح شديد التطرف لدرجة أن أحد المحسوبين علي الوسط الثقافي اختزل الإبداع النسائي في كونه نتاج قهر نفسي وكبت جنسي. ينتهي “الإبداع” إذا تخلصت الكاتبات من مشاكلهن وعقدهن.

* انشغلت بالصحافة كشعراء كثيرين فكيف استفادت تجربتك منها وكيف تأثرت بها سلبا؟

إذا كان قدر معظم كتاب العالم الثالث اللهاث وراء لقمة العيش تظل الصحافة بمثقلاتها الشديدة أقرب المهن لهواة الكتابة كونها تصله بمناخ الإبداع بمجمل متغيراته ومفرداته. وتطلعه علي الجديد والمحيط بكل ما يخص الكلمة المكتوبة. وأظنها تمنحه فرصة تلقي وانتشار أكبر نسبيا مما تمنحه لبعض الكتاب خارج الفلك الصحفي. لكنها تظل عبئا علي المبدع بما تحتاجه من وقت ومجهود وضغوطات مؤسسية وسلطوية. فضلا عن اختزال الشخص في كونه الصحفي الذي يتطفل علي الكتابة أحيانا. والمغضوب منه دائما لتقصيره صحفيا في حق كتابات أصدقائه ومعارفه وجيرانه.

* الكثير من شعراء النثر تتشابه تجاربهم وعوالمهم في الانكفاء علي الذات والكتابة عن تفاصيلهم الخاصة فكيف تهربين من اجترار ذلك وتميزين تجربتك بحيث لا تشبهين أحدا؟

أظن أن أفضل طريقة لتمييز تجربتك أن تكتب تجربتك نفسها دون تتبع تجارب الآخرين لا أظن أن تجربة شاعر تشبه تجربة آخر وإن تشابهت أحداثها ستختلف طريقة تعبيره عنها لغويا وجماليا وحساسيته تجاه هذه الأحداث. بالطبع تقرأ الجميع لكن بغرض الاختلاف والتميز وأظن أنه من البديهي انك لن تتميز بتكرار ما ميز الآخرين.

* انها النصيحة الخالدة “احفظ مائة بيت من الشعر ثم انسهم”؟

وهذا ما أحاول أن أفعله اقرأ الكثير من الشعر واستمتع به وأغار منه أحيانا لكنني أحاول في كتابتي الابتعاد عما قرأت علي أمل أن أنجح في ذلك قدر الإمكان.

مقالات من نفس القسم