حدث

حدث
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

أحمد عبدالرحيم عبدالله

كيف استطيع أن أخلق من حجارة وبلاستيك وورق حدثاَ؟ الحجرة مغلفة بالظلام، بوسطها، هكذا استيقظت على كرسي انبعج من ثقل وزني. رفعت قبعتي من على وجهي ولم يتلاش الظلام، قذفتها ناحية اتجاه لم أحدده، ولم أسمع صوت ارتطامها بشيء. رفعت قدماي، واحدة تلو الأخرى على ركبتي ونزعت منهما الشراب. فقد شعرت بتيبسهما. نزعت ملابسي أيضا؛ فشعرت ببرودة جسدي وسخونة أقدامي.

كنت قد أخبرت شريكي في السكن أن يترك لي نسخة من مفتاح الشقة، قلت، ربما ترحل ولا يتسنى لك وقت تخبرني فيه.سلمني إياه على رصيف الشارع ورحل مع فتاة محاذيين النيل، يداهما متفرقان وظليهما متشابكان. في صعودي كانت رأسي تغوص في ظلام السلم وقدمي تغوص وسط أكياس وبواقي أكل.دخلت المطبخ وكانت هناك بقايا أحجار ملقاة على الأرضية. تخليت عن فكرة فتح الثلاجة، فبدأت أنظف حذائي مما علق به من دهون. خلعته ثم دخلت غرفة بلا باب وجلست على كرسي تفشخ بي.

في الظلام كنت أتقدم بظهري ولم أعر انتباها لتنميل قدامي لكني شعرت بالمثل بكتفي ، فلم اكمل. ركعت على الأرض برفق. تمددت على بطني وارتعش عضوي من ببرودة الأرضية وتضايقت حلمتا صدري.شممت رائحة الورق الملقى على الأرضية قبل أن يلمسه جبيني. أغمضت عيني وتذكرت أني صعدت سلم البيت بظهري من قبل، وبصعودي هكذا شعرت بأني ارتفع. وجدت عصا جدي مائلة على آخرعتبات السلم فانحنيت لحملها.ارتفعت، أدفع بكتفي الضوء إلى أعلى وعيناي تتميلان. فتحت الباب وظهري ناحيته. لويت يدي وأدرت المفتاح بعد وضعه في القفل، ثم وضعت العصا خلف الباب ،أمامي. تقدمت بظهري في الصالة ولاحظت البقعة السوداء على الأرضية. ابتسمت عندما لاحظتها قبل ذلك،بعد ان أحرقت صورتها بولاعة اشتريتها لسجائر لم أشعلها بسبب مرض بالصدر، فاستخدمتها لأنير الظلام. اسقطتني كرة تضيء أثناء دورانها لتعلم الطفل الحبو دائرا خلفها بكل الإتجاهات. لم يكن أحد بالبيت كنت وحيدا. وقفت بعد أن لاحظت القطع أسفل البنطلون ونهايته مشدودة بكعب حذائي.جلست على الكرسي الوحيد أسفل النافذة، كان في مواجهة الباب. أسندت نصفي العلوي على فخذي. رأسي تنظر بشكل مقلوب من أسفله بين أرجله -التي فقدت واحدة- ناحية الباب. بذلك الشكل كنت أرى الصالة والباب المغلق. رأيت من يمر برأس يدور في الفراغ وقدمين تسحبان شيئا صلباً.

……………..

* قاص من مصر

 

مقالات من نفس القسم