سيرة ذاتية للأيــام

فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

وأنا أعد الواجبات المدرسية لهذا الصباح

أخبيء الخيبات

تحت الأسرة والكنب الأبيض

أرسم مساطب خشبية

 على بقايا ورق الأطفال

أنظف المرحاض ببقايا أحلامٍ

عالقة بأطراف أصابعي

أركض في الشارع المثلج

 بقميص نوم خفيف

وأتعجب من سعال مفاجئ

كل الأشياء العادية

تدفع عجلة العالم للأمام

تمسح رماد الحرب عن الأحذية العادية

القهوة الصباحية

القهوة المسائية

الأكل الرديء الذي ينتهي في صفيحة النفايات

الأرض التي تدور بعظام الطيبين في رحاها

كل هذا لا يختلف في عام جديد او قديم

أتعلَّم الفوتوغرافيا

وأكفر بسحر الصورة

لا أريد تثبيت أي لحظة بعد الأن

أريد لكل شيءٍ أن يمر

أنا الطفلة التي لم تربح أي جائزة

أنا الفتاة التي لم تربح أي قلب

انا المرأة التي لم تربح أي حياة

الأم التي تمر على جبين أبنائها بالكثير من القبل

أيها العالم

تذكرني حين أمضي

اترك ولو قبلة واحدة عالقة بجبينهم الصغير

رائحة سعيدة بأنوفهم الجميلة

ازرع أظافرهم الرقيقة بصدري

حديقة الشوك التي أقلمها كل صباح

ثم أرقص بها عارية في المساء

هذه الأصابع لا تذكر أصحابها

هذه الاشباح لا تنتمي للموتى

هذه الأشياء العادية

تدفع عجلة عقلي الضعيف للأمام

تنفض أطراف أصابعي المرتعشة عن الزناد

خمشة واحدة على الظهر

تذكرك بالواجب الحياتي للصباح

خمشة واخدة على الوجه

تنهض بروح جديدة للقط بداخلك

هذه ليست أغنية للحياة

ولا احتفاء بأيام جديدة سوف تجيء

هذا تأريخ ممل لرغبات عادية

سيرة ذاتية للأيام

احتفال بالبسيط في مواجهة الكارثة

تغاضٍ مقصود عن الكارثة

كل عام ونحن نغمض أعيننا عمدًا عن هذا الحريق

مقالات من نفس القسم

علي مجيد البديري
يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

الآثم