مؤمن سمير
لتخرجَ الشمسُ من البحيرة
اشرعي أيتها الأنغام
و لا تتوقفي أبداً.
*******
رغم أني بلا ظِل
ملامحي
في أول الغابة.
********
ننحَتُ النهرَ
ونومِئُ
للطيور.
*******
غَيْمَةٌ في صندوق
و قرصانٌ يطوي الجزيرةَ
حلمٌ قديم.
********
تُبلِّلُ الأمطارُ قلوبنا
لأجل الأشباحِ
الصاخبة.
*******
روحٌ عالقة
أنينُ الزهرةِ في يدِكِ.
******
يشوفني طائرةً ورقية
و بيوتاً من الصلصالِ
الطفلُ يبتسم.
********
طَيْفُ الأميرةِ حولنا
الساحرة تعجِنُ الألوان.
********
يطيرُ فوقَ الغابة
و يقفزُ بين الجبال
طفلٌ جميلٌ هذا الصوت.
********
عشرة أزهارٍ في لوحة
و عشرة حبات مطر
يسقطون بحسرة.
********
الطائرُ ينبِشُ القفص
و الذئابُ تمضي
خارجَ الليل.
******
زرَعْتُ قبلةً على كَفِّ العجوز
فأينعت المقبرة
وغنت في المساء.
********
قالت لساقيْها دوسي
على ظِلِّهِ
وليديها احفري قلبَهْ.
********
أنقذيني يا بنتُ
أجنحتي ضالةٌ
و مخلبي عجوز.
********
أرقَدَتْهُ في حِجْرها
وغطت الغابة
بالنجوم.
********
نمورٌ و شجرةٌ و ذكرى
غابةٌ تسقطُ في قميصِ
طفل.
********
أسماكٌ تغني ليتنا طيور
و عاصفةٌ تنحني
لأجلِ ظِل.
********
الفأسُ ذراعُ الحَطَّابِ
والغَيْمَةُ تسقطُ
في كوبِ نبيذ.
********
الرسمةُ حنينها ينبِضُ
يَرِفُّ جناحُ المَلاك.
******
دفاترنا القديمة
ظِلالٌ زاهية
ترانا شواهدَ قبور.
********
ذراعي يا ذراعي
أحبُّ كلما أدفنكِ
رائحةَ العِناقِ و السَأَم.
********
تجوسُ في ملابسهِ
تقولُ أشمُّ عظامَهُ
وأكون مقبرتَهْ.
********
السماءُ قاحلةٌ
يزرعها الحَطَّابُ كلما ينام
ويحرقها الجنود.
********
أشجارٌ تعدو
من المرآة
إلى النبعِ.
********
روحي روح
طائر
لأني مجرد ظِل.
********
بعضُ الأجنحةِ موسيقى
وبعدَ العِواءِ تطولُ
الظِلالُ.
********
صوت الضفادعِ
يأتي
بالليل.
********
نقطةٌ في أول الوريد
و نقطةٌ آخر الوريد.
المقتولُ يلهو.
*******
أُحلِّقُ فوقَ الأشجار
مع النهرِ يدورُ الجثمان.
********
الصفحةُ بيضاء
والسماءُ خالية.
ليلةٌ بلا أسلاف.
********
أشربُ و أرتوي
وأستحمُ
بالضوء.
********
غابَ ظلِّي
فاحتضنني النهر.
*******
أُقبِّلُ حبيبتي
وأرشُقُ غابةً
في جدائلها.
********
أطيلُ أظافري
لأحفرَ
جِلْدي مَلئٌ بالثقوب.
********
الدببةُ عند النبع
و الشجرةُ أقدمُ من الشتاء.
********
أحكي بصوتِ جدي
وأفردُ أجنحتي
وأغيب.
********
تصلُ الأرواحُ الضالةُ
ردائي يتَّسعُ.
********
أصنعُ ممراً صغيراً للريحِ
لتسكنَ
وتحكي.
********
أكشُطُ الأحزانَ بالسِكِّين
وأدُلُّ الصقرَ على
مقبرته.
*******
أصعدُ الجبلَ
قبل أن تسقط الذكرى
في النهر.
*******
أَرُصُّ حيواناتي
أسفل اللوحةِ
وأَفِرُّ من العِواء.
********
أُقَشِّرُ جلدي
كل ظلمةٍ
وأعودُ طائراً.
********
أجنحتي ضامرةٌ
لكنني
أغني.
********
أسيبُ نفسي للغابة
فتنساني الريح.
******
تغمضُ ذاكرةُ الغابةِ
الطائرُ يخفي قبراً.
********
من قلبي
يخرج النملُ
ويدخل.
********
الفهودُ تسبقني
لكنَّ ظِلِّي
يعدو.
********
لا تحدقوا بي.
روحي
روحكم.
********
تغيبُ نظرتكِ
فأعدو حتى الأحراشْ.
******
أدقُّ مسماراً
وأعَلِّقُ أشباحي
ظلِّي باتساع الغابة.
********
استنارت روحي
لما سكَنْتُ
الشجرة.
********
بينما أبكي
تسلَّلَ القاتلُ
ودخلَ في روحي.
********
أصيرُ أبَديَّاً
فتُرنِّمُ الغابةُ تحتَ المطر.
********
أشعَلوا الشِواءَ و الأغاني
روحي
تلُفُّ الغابة.
********
تلقطُ العصافير الحَبَّ
من على ظهر الجدةِ.
راضياً يبتسم النهرُ.
********
أنحتُ الملامحَ
في حقيبتي.
من نظرتي يُطِلُّ الجَدُّ.
********
القمر يختفي
في عين الذئب.
الخوفُ صديقٌ عجوز.
********
الجرادةُ ذكرياتها خضر
والورقة أريجها أخضر.
تَنَحِّي جانباً أيتها الأحزان.
******
روحُ أبي و روحي
العاصفة تنتظر
لتمر.
********
خوفاً من الصياد
روحي خبَّأْتُها
في الشجرة.
********
عتابٌ في كَفِّكِ
سحابٌ يخافُ
أن تمطر.
******
الحكيمُ يحكي ضحكتكِ
الطائرُ بين عظامِكْ .
*******
أغمِسُ إصبعي في النبعِ
فيلمس حزنَ
القاع.
********
روحُ السمكةِ في الحوض
ظلُّ السمكةِ في النهر.
********
كلما ينبضُ جناحي
تنساني الشِراك.
********
بقعة الضوءِ
لا تلحق بي
ولا تسبقني.
******
لأجل الذين فاتهم الوحشُ
تغني روح الجَدِّ.
********
أمضي كسلحفاة
وأغيبُ كالصقر.
روحي ترجعُ كل صباح.
*******
لأني سأنحتُ
غابةً
أحلمُ بعلبة الألوان.
********
قامتي تطولُ
كلما حَلُمْتُ
بِجَدِّي.
********
لا تَشُمُّني الساحرةُ
ولا تحرقني النيران
الأميرةُ في قلبي.
*******
تحفظنا روح الأسلافِ
وتترك طائراً
لنشوف.
********
من ثقبٍ
في روحي
أتلصَّصُ على الغابة.
********
أملأُ حِجْري بالحنين
الشتاءُ في الطريق.
*******
أحتضنُ الشجرةَ
و كلما يتحَّول لوني
أعرفُ سِرَّاً جديداً.
********
أنياب النمر القديم
و رائحة التمساح الميت.
جَيْبي مطمئنٌ بالدليل.
********
بقسوةٍ وقعتُ في الشَرَك
رغم أن روحَ جدي
تُلَوِّحُ منذُ الصباح.
********