ملكوت ..

سمر
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

سمر مجدي 

اخفض الصوت قليلا واستمع، ففي الصمت تروى الكثير من الحكايات أكثر من تلك التي تترامى على الشفاه في صخب من الكلمات

اخفض الصوت قليلا واستمع ففي الصمت تروى الأسرار، أسرار تنتظر بلهفة عاشق أذن تجيد سماع الصمت.

وافتح عينيك على اتساعها  وانظر للسماء ولا تنتظر منها وميض يمس روحك  وإنما الروح من أمر ربي تضيء ما تشاء . افتح عينيك على اتساعها ودعها تنظر دونما أية قيود وأزل برقع العقل والمشاعر واجعل منها عين حرة. افتح عينيك على اتساعها ودعها تنظر كأنها تبصر للمرة الأولى فوحدها المرة الأولى هي النظرة الحقيقية فالتكرار دوما ما يقتل المعنى.

انظر ولا تنتظر روحا ترد فيك الروح، فحينها ستكون روحك مسخ، مجرد انعكاس لتلك الروح التي انقذتك، بل اسمح لروحك أن تهبك لك الحياة. أن تهفو في أركان صدرك، أن تشعل الخلود بدقات قلبك، وتنسج لك من الخيال حياة لا يمتلكها سواك.

دع الحياة فيك تحيا ولا تنتظر، فمن انتظر مات كمدا وحزنا، مات قهرا.

ومن بعد موت وحياة افتح عينيك من جديد، وابحث عن تلك الأشياء التي اهملتها العيون واشبعها نظرا، دع عينيك تحييها، فيمكن للنظر  أن يحيي الموتى. أموات هم من ظلوا في الخفاء مجرد ظل لا يرى.

وهب لإذنك  السمع مرة أخرى، لكن لا لتسمع الصمت هذه المرة  وإنما لتسمع داخلك. تسترق السمع لدقات قلبك وهي تتمسك بالحياة. فكل نضبة تخبرك بإنها برغبتها العارمة في الحياة، ترجاك أن لا تكون سجانها أو قاتلها، فأذن لها أن تنسج ايقاعا تتمايل عليه روحك في نشوة ودلال.  وكن لصدرك صديق مخلص ينصت لروايات عنك تجهلها تراكمت سنوات دون ضجة  تشاهدك وأنت تسمع عنها من الناس قبل أن تسمع منها وهي فيك.

كيف لك أن تبحث عنك في الناس ولا تبحث عنك فيك، تبحث عن حياتك بين أيديهم، تنقب عن كنوز سكنت باطن الأرض أو طافت عنان السماء وكنزك فيك طافي؟

وإن شئت فعليك أن تخفض صوت المنطق قليلا، فبرغم لذته واحكامه كم طالته صفعات القدر.

واعلم أن بداخلك عوالم لا يعلم كنهها المنطق ولا يدركها العقل وحدها الروح تحيط بها علما، فلا ترضى بغيرها سلطان.

مقالات من نفس القسم