دعاء خطري
الوحشُ القابعُ في بيتي
يَقتُلني بيدٍ باردة
ودماءٍ باردة
تُلطخ الأصفرَ على ملابسي والأبيضَ في قلبي
قلبي الحُرُّ!
ولا مرةً يا ربِّ أنقذَني منه أحدٌ
ولا مرةً مَسحتْ دموعي يدٌ
أو وقفَ جواري شخصٌ
أو عرَفَ أحدٌ عن الوحشِ القابعِ في بيتي
الوحشُ
الذي أتعبَ الفَرَاشةَ المَلَكِيّة منَ العيشِ
والوردةَ التي آن لها أن تتفتحَ
وأبكى العصفورَ الضعيفَ في عُشِّه
الوحشُ القابعُ في بيتي
يَدعُوني للموتِ
الموت
بلا صوتٍ أو همس.
صباح
أستيقظُ بشَعرٍ مرتبٍ
ينامُ إلى جواري في الصباحِ المتأخرِ
إنها عادتي اللعينة
أن أشهدَ صراعاتٍ تخافُ منها الوحوشُ وتجري؛
هربًا
في ردهة عقلي الصغير.
أستيقظُ فجأةً
بصراخِ طفلةٍ كتمهُ الرعبُ
وأعودُ إلى نومي
كلَّ ثانيةٍ
– وقبلَ أنْ يحلَ الليلُ-
خوفًا منها.
(مساء)
كلَّ مساء ،
أُغلقُ الأبوابَ
وألفُ الستائرَ حولَ نوافذِ الغرفة
وحولَ خَصري
أضيءُ الشموعَ الحمراءَ وأشغلُ الموسيقا
أُعِدُ وجبةً فاخرةً
أتناولُها بالسكاكينِ المزينةِ بالذهبِ الخالص
وأُبحرُ في البحرِ الهائجِ بعيدةً عن الأرصفةِ
ثم أفقد وعيي
ولا أفيقُ إلاّ على صوتِ عاصفةٍ قادمةٍ نحوي
تكادُ أن تنتزعَ رُوحي مني
ثم أفقدُ وعيي تمامًا
وتظلُّ العواصفُ في القدومِ إلى أن ينتهيَ الليلُ المظلمُ
تُفتَحُ الأشرعةُ في الصباح
وأُخفي الشموعَ الحمراءَ داخلَ أفقِ قلبي
– حيثُ لم يصلْ أحدٌ يومًا –
وأجدفُ عائدةً إلى الأرصفة مرةً أخرى
إلى قطي الذي افتقدَني طوالَ الليل
وإلى النظرِ في عيونِ البشرِ
حيثُ يخفي الجميعُ -بطريقةٍ أو بأخرى- شيئًا ما.
(فرصة أخيرة)
في الصباحِ
كلَّ عدةِ أعوامٍ
أُعطي الحياةَ فرصةً أخيرة، وعناقًا لا تُغادرُ رائحتُه مع مرورِ الوقت؛
فأفتحُ قلبي المغلق
قليلًا
وبمشرطٍ حادٍ يميلُ إلى اللونِ الذهبي
قليلًا جدًّا
وبسرعةٍ فائقةٍ
تُخفي الألمَ داخلَها
ليدخلَه بعضٌ من الشعرِ والشمسِ، وقليلٌ من البشر.
وفي ليلي
أغلقُ كلا جناحيَّ
على كلِّ هذا الشعرِ والشمسِ والبشر
وقلبي لم ينفتحْ بعد.
(رغبات)
أريدُ أن أذهبَ
حيثُ يمكنُني أن أستغنيَ عن كلِّ شيءٍ
لا أن أشتريَ كلَّ شيء
حيثُ الحدائقُ الخضراءُ والشلالُ المُنهمر
حيثُ الأحلامُ تنتشر
والرمالُ تنتشر
والحياةُ تبدأ
لا الموت.
أريدُ أن أهرُبَ
وألا أتخذَ الطريقَ اليائسَ من الحياةِ
كوني عشتُ فيه دومًا.
أريدُ أنْ أذهبَ
إلى مكانٍ
لا يَقتُلُني فيه الطموحُ في الليل
مكانٍ تتوقفُ دمائي فيه عن النزف
مكانٍ تصبحُ حُمرةُ اللونِ فيه واضحةً:
لَونِ الدماءِ التي تُنزفُ منَ الأرحام
ولونِ شفاهِك
حين تأكلُ التوت.
أريدُ أن أهرُبَ
حيثُ أستطيعُ أن أتجردَ من نفسي
كمّا أتجردُ منَ الخواتم، وتوكةُ الشعرِ على المنضدةِ
قُبيلَ النومِ
أن أرتديَ الضحكةَ
مثلما أتعرى من الملابس حينَ أودُ الكتابةَ
وحينَ أريدك.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شاعرة مصرية