عقلٌ بتـاء التأنيث

فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

نهال النجـار 

امرأة تنازع الوجود

……

وَضَعتُ نُقطَةً وحيدةً

على صفحتي الافتراضيَّة

واحدٌ ألقَى السَّلَام

واحدٌ رسمَ علامةَ استفهام

آخرُ زادَ على النقطةِ نقطة

صارتْ نقطتينِ متلاحمتين

وواحدةٌ وضعتْ “إيموشنَ” حزين

الأخيرُ قالَ: غبيَّةٌ، فماذا تعني تلك النقطة؟!

 

لا أعرفُ ما الذي جذبَ العالَمَ في نقطة؟

أظنُّني لو كتبتُ قصيدةً أشرحُ فيها حالَ النُّقطَةِ

لما نطقوا

حينَ أجهزْتُ على حُزني

وضعتُ نقطَة

وحينَ فَرَغَ قلبي من الدَّهشَةِ

وضعَ نُقطَة

وضعتُها حينَ تجَعَّدَ عُمرِي

وحينَ اتُّهِمتُ بالغباءِ

وضعتُ النقطَةَ ذاتَها

 

فعَّلتُ مناسبةً “فيسبوكيَّة”

دعَوتُ فيها للغَبَاء

قلتُ:

عليكَ التفكيرَ بطريقةِ الأغبياء

كأنْ تستبدلَ رأسَكَ بأناناسةٍ

تُحَطِّمَ أظافرَك

حتَّى لا تقرضَها عُقَدُكَ النَّفسِيَّة

أن تذهبَ مِن هناااااااااك

لا مِن هنا

 

أنْ تطهوَ طعامًا محروقًا

اجعلهُ طَرِيًّا

اعجِنْهُ على شكلِ “💚”

أعطِه لونًا خارجيًا مذهلًا

ولا تهتمَّ بتفحُّمِهِ الدَّاخِليّ

 

غدًا سأجمعُ أغبَى أغبياءِ المدينةِ

سأقيمُ سبَاقًا

يحصُلُ الفائزُ على لقبِ الغبيِّ الكبير

يجري كلٌّ مِنَّا مُغمَضَ العينين

فلا يرَى الكَذِب

ولن يكونَ في استطاعتِهِ الإمساكُ بحُلم

 

أحدُهُم يصطدِمُ بشجرة

أحدُهُم يصيرُ عُجَّةً

إِثرَ الاصطدامِ بحركةٍ موسيقيَّةٍ تعلقُ بذاكرتِه

ربَّما الجميعُ يقيمُون بالمشفَى بعد هذا السِّبَاق

مَن مِنَّا ليس بحاجةٍ لمشفى؟!

 

ستتكسَّرُ سيقانُ بجعةِ “بتهوفن”

إثرَ الاصطدامِ بموسيقَى حفلِ الغَبَاءِ المُعلَنِ هذا

لا تهتمَّ

ضعْ نقطةً ولا تثرثر!

……………………………….

امرأة لا تملك شيئًا

………

أملكُ أشياءَ غيرَ مهمةٍ وتافهة

كلامًا لم أقُله

نظراتٍ شعرتُ حيالَها بالخجل

أهدابًا وعيونَ عَذراء

نوافذَ موصدة

كلَّما واربْتُها على استحياءٍ، أطبقت

طبقًا من دافئاتِ الوجدِ

وبريدًا سماويًّا لا يهطِلُ أبدًا

طريقًا أعبرهُ وحيدة

 

أملكُ أغنيةً حزينةً

وألبسةً شتويةً لا تُدفِئني

شَعرًا ناعِمًا جدًّا متى أطلقْتُهُ للرِّيح

شَعَرَ بخشونةِ العالَمِ.. فانزوى

لديَّ الكثيرُ من “أصابعِ الرُّوجِ”

وزجاجاتُ “البرفيوم”

الأقراطُ الملوَّنة

الخلاخيلُ الرَّنَّانَة

والكثيرُ والكثيرُ من الكلامِ الذي

لا أوَدُّ قولَهُ لأحد

تزدحمُ غرفتي بأشيائي الكثيرةِ

بينما قلبي يزدحمُ بالفراغ

………………………………..

أنثى تعرف الـ”ما وراء”

 

هذه السَّحَابةُ

ليستْ ماءً تبخَّر

إنَّها دموعُ من جلسوا على الشواطيءِ وحيدين

قُل للسَّحابةِ: أمطري

قل لها: أعيدي ما أخذتِهِ

 

هذا القبرُ المُظلِم

ليسَ وكرًا للدِّيدانِ

ليس مأوًى للعفاريتِ

إنَّهُ بيتٌ خالٍ من الكهرباء

هذا القلمُ

ليسَ أداةً للكتابةِ

إنَّهُ مَحضُ شجرةٍ

تخلَّتْ عن صغيرِها ذاتَ يوم

 

هذا الهواءُ الذي يَمُرُّ

ليسَ نسيمًا عليلًا

إنَّهُ أنفاسُ الورودِ المحيطةُ بعالمِك

البعضُ يمنحُ الحياةَ بزفير

بينما البقيَّةُ يشهقون

 

وهذا الجسدُ ليس جسدَك

إنَّهُ المادَّةُ في عالمِ المَجَازات

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شاعرة مصرية ..من ديوان تحت الطبع (عقلٌ بتاء التأنيث)

مقالات من نفس القسم

يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

إلى أين؟!

يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

كنت شجرة