قيامة الشعر

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 44
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

جمعة الموفق وعلي حورية

منذ أن كانت هذه الأرض

حفيدة لزيوس

وقبل أن تنافس لاميا هيرا في حبه

منذ أن كانت تانيت أما لرع

وكانت هذه الأرض

موطنا للأمازونات المقطوعات الأثداء

ولآخر إله للواتيين

إله الظلمة العظيم قرزل

ولد الشعر

ذلك الكائن البهيمي المجنح

سليل الملاعين القدامى

كان ملطخا بالدم والصديد

كان أكثر المسوخ بشاعة

أكثر الوحوش ضراوة

لعنة فارة

شبحا رجيما

يتلبس الجثث

ويخيف المارة

قبل أن تتخطفه الغيلان

ليكون فيما بعد

حكرا على خلوات السحرة

والشعراء الصعاليك

يموتون ويبقى الشعر سليطا

جبارا

واحدا في نفسه

وكثيرا في الوجود

يرفس  الأقفية الكبيرة

 ويطيح بالآلهة  العظام

صائلا

يشن أعتى الحروب والغارات

يهشم أكبر الأنوف

ويطيح بكل وثن

في يده كل السيوف المشهرة

وعلى كاهله العظيم

ترقد جميع الضحايا

منذ أن كانت هذه الأرض ملاذا للصوص

وعقابا للطامعين

يمر الفاتحون

تدفن عظامهم في صحرائها الواسعة

يدون الشعر

مهازل الخونة والمتخاذلين

ويسطر ملاحم العناد

يخرج كالشمس الحارقة

على الجباه العالية والمنكّسة

حالا في الأجساد والجثث

على حد سواء

في نواح الثكالى والأرامل

وهتاف المنتصرين

يخرج كسرب من النسور الجارحة

كقطعان عظيمة من الفيلة

ساحقا كل مايقف في طريقه

ضاربا بجذوره العظيمة

في كل واد وفلاة

مهابا أينما حل

تلوح له الأكف

تنحني له القامات

وتصمت الكائنات في حضوره المهيب

وبوادعته التي من قسوة وصلابة

ينحت الصخر

يدخل المهاجع

ويجري من ابن آدم مجرى الدم

وحين وهن عظمه

ومات مروضوه الأوائل

بالت عليه الكلاب

وأخذ السفلة من شعر ناصيته

حتى صار مطية للأدعياء والمتنطعين

يقتات على الزبل والقمامة

ويتقاذفه الصّبية بالحصى والحجارة

لكن جمرة الثورة

ظلت حية تحت رماده

ونزعة الثأر

لازالت تضجّ تحت جلده

حذار من فتنته الأخيرة

حذار من طوفانه الموعود

حذار من صاخته

من يوم يردّ فيه لأربابه

 

مقالات من نفس القسم

خالد السنديوني
يتبعهم الغاوون
خالد السنديوني

بستاني