عَادت الأشجَار إلى بَيتِي وأنَا أقِفُ فِي نَفس المَكان الذِي تَخيَّلتُكِ فِيه وَقَد قَبضتِ عَلى حِفنَتِين مِن الطِين الأحمَر ، مَضغتِ نِصفَاً وأعطَيِّتِيني النِصفُ الثَاني لأكتُب عَليِهِ :
1- نَزعَات وُجُودِيَّه لَيس لَها عِلاقةٍ بِالسُلالة
2- القَمَر لايَعكِس صُورَتهُ هُنا
3- مَابَعد الإنسَان وَقَبل الوَطن
4- مَجمُوعة طيُور تَحتَّل الذَاكرة
وفِي هَذه الأثناء، اختَفى الليّل كَقصةٍ كلاسيكيِّة، واختَفيتِ أنتِ مَعهُ لتَظهري بَعد ذَلك بِسنتين في قاربٍ ملأتيهِ بالجُنودِ والمَشاجِب وعُروض لِقتل الخَيال والِسينما . ثُمَّ فَتَحتِ بَابا مُوصولاً بِبابٍ ، كُنت جَالِساً فِيه مَع كَومَةِ مِن الريِح وَروايات القَرن العِشرين مُتعامِدا عَلى مَشروع مُتناقِض مِن نَظرية الوُجود التِي قَتلت السُهروردي وديِكارت وعُروة بن الورد ومحمد مصطفى وأيمن إبراهيم .
أصُفُّ الكراسي عَلى البَاب ، لِأستَقبِل أُناساً غَير مَوجُوديِن ، وِبِهَذا أضمَنُ مُوضوعاً نُثرثِر فِيهِ .
صَحيح أنّكِ تَمشين سَاعتين فِي النَوم وأنتِ قَابضة عَلى مِعصم جدتكِ التِي مَاتَتْ ، مِثلي تَماما ومِثل كُل الذيِن جَلسوا عَلى الكراسِي
الفَارِغة تِلك التِي كُنتُ أصُفُّهَا عَلى البَابِ كُلّ مَساءٍ .
سَائِق الهُوندا وَهُو يَدوُر حَول مَحطة المترو، كَان يُخمِّنُ أنَّكِ سِيلفِيا بلاَث ، لِذَلك ، حطّم الزُجاج وَهو يُنادي عَلى جُزء مَفقُود مِن عَقله عِندما رآكِ تَعبرين مِيدان الدُّقي مِن نَاحية كَافتيريا رَضوان .
وأنا كُنت أرتَعش خَوفاً عليكِ مِن حَودِاث الطَريق ، لأن حُرَّاساً رأيتهم يُحاولون مَنع مَجمُوعة مِن السِنين للهجُوم عليكِ وأنتِ تَتحرَّكين بِخطوَات صَغيرة تَحت الجِسر ، الذِي جَعلتَهُ عَلامة .
سَبعون يُوما وأنتِ تُمسكِين جِهاز الكُتب الألكتروُنيِّة ، ثُمَّ قَسَّمتِ الحَوائِط إلى أقسَام طُوليِّة ، ودَخلتِ قِسماً مِنها كَي تَتَجنَبيِن مَعنَى أنْ يَختَفي النَاس