عبد العزيز دياب
أنا بلا فخر أحد القلائل الذين استطاعوا كبح نزعة الشر والإجرام بداخلهم، كان حفي بي أن أكون من عتاة المجرمين لأنني وقتها كنت سأتمتع بفضيلتين: الجسارة، وحضور الذهن اللتان بهما أستطيع أن أقود جيشًا من المجرمين تحت إمرتي، لكنني قبل أن أخطو خطوة واحدة في تلك الطريق الغامضة كنت أستحضر النهايات البشعة والمأساوية لأسماء رنانة وحاضرة من عتاة الإجرام في ذهن العامة، فانعكفت على ذاتي أهَذّبَها. أرَوّدَها حتى استقامت إلى الطريق الأخرى، لكن المشكلة كانت في ذراعي الشرير، وأقول الشرير لأنني لم أستطع أن أروضه، هو الآخر تمتع بفضيلة: الجسارة التي استطاع بها أن يقود جيشًا من الأذرع الشريرة التي فارقت وهجرت أصاحبها للشر، كان يعود إلىَّ في نهايات الليالي حاملا ما كانت تهفو إليه نفسى التي كانت شريرة ذات يوم.