حاورته: سامية بكري
بعد عشر سنوات من فوزه بجائزة الدولة التشجيعية عن كتابه “ظاهرة الدعاة الجدد )، أصدر الكاتب وائل لطفي كتابه الجديد (دعاة السوبر ماركت)، ليواصل معالجه القضية التي كان صاحب الأسبقية في طرحها.
قال عن الكتاب المفكر نبيل عبد الفتاح إنه يتميز بالإيجاز وباللغة الرشيقة وبالبناء على ما توصل إليه الكاتب في كتابه الأول، كما أنه يرصد اختلاف هؤلاء الدعاة عن الدعاة التقليدين والسلفيين من حيث الزي ولغة الخطاب والشرائح الاجتماعية التي يتوجهون لها، حيث وجهوا خطابهم للشرائح العليا من الطبقة الوسطى والشرائح الوسطى.
وأضاف أن المؤلف أطلق على هؤلاء الدعاة لفظ “دعاة السوبر ماركت” في حين يسميهم هو دعاة “المول” تعبيرًا عن تحويلهم الدين لسلعة.
ويرى الكاتب مدحت العدل أنَّ الكاتب استطاع التعبير عن أعقد الأفكار بلغة بسيطة، مثلما كان يفعل عبد الحليم حافظ في أغانيه، أما من حيث الموضوع، يقول “العدل” إنَّ ظهور هؤلاء الدعاة جزء من مؤامرة على القوة الناعمة المصرية، التي كانت موجودة في الستينيات، واستطاعوا تحويل الكثيرين من المصريين إلى قاصرين يطلبون الفتوى في كل شؤون حياتهم، ولذلك جانب تجاري بالطبع، يتمثل في تحقيقهم الأرباح في مقابل “بيزنس” الفتوى.
وقال د. أحمد موسى أستاذ علم الاجتماع، إنَّ ظهور هؤلاء الدعاة كان جزءًا من الترتيبات الأمريكية للمنطقة منذ التسعينيات، وأن تقريرا للمخابرات الأمريكيه عام 1996 تحدث عن مثل هذا النوع من الدعاة.
في هذا الحوار يجيب وائل لطفي عن الجديد الذي يحمله (دعاة السوبر ماركت )
ما الجديد الذي يحمله (دعاة السوبر ماركت) ويختلف عن (ظاهره الدعاة الجدد)؟
-(ظاهرة الدعاة الجدد )كان اقرب لنبوءة. محاوله لتفسير حالة غير مفهومة، كان يقدم تفسيرا اقتصاديا وسياسيا لحاله التدين الشكلي والجماعي التي سادت المجتمع بشكل اقرب للهستيريا وحين أصدرته عام ٢٠٠٥، كان يطرح افتراضات، واليوم عقب ١٣عاما علي صدوره ..الواقع يقول إن هذه الافتراضات كانت صحيحة، كانت هناك رؤية وأثبتت الأيام أنها رؤية صحيحة.
ـ وفي ماذا يختلف على مستوي المضمون؟
هو يواصل رصد الظاهرة منذ ٢٠٠٥وحتى الآن، ويقدم إجابة علي سؤال (لماذا تراجعت الظاهرة؟)، كما أنه يحتوي على مواجهة مع عمرو خالد أشهر هؤلاء الدعاة عن كل ما أثير ضده مثل استخدامه في تقديم تفسير منحاز للأثرياء للدينن وكذلك استخدامه لخدمة مشروع جماعة الإخوان التي خرج من صفوفها، وعلاقته بجهاز المخابرات البريطاني وتمويله من دوائر غربية إلى آخر ما أثير ضده، وما أثرته أنا بشكل خاص خلال هذه السنوات، والأهم أن الكتاب يطرح السؤال عن مستقبل سوق الدعوة أو التدين الفردي في مصر بعد الأزمة التي تعاني منها الخطابات الدينية الثلاثة التي استهلكها المصريون طوال عهد مبارك وهي الخطاب السلفي، وخطاب الدعاة الجدد، وخطاب المؤسسة الرسمية (الأزهر).
ـ لماذا حمل الكتاب عنوانا شارحا هو (الجذور الامريكية للتطرف)؟
-الكتاب يرصد تأثر هؤلاء الدعاة بنمط الوعظ البروتستانتي في أمريكا واقتباسهم الحرفي لما يعرف هناك بالكنائس التلفزيونية أو كنائس الهواء والتي يملكها ويديرها مبشرون أمريكيون يحصلون علي ملايين الدولارات كتبرعات من المريدين، وهم يملكون قصورا فارهة وطائرات خاصة. وقد رأينا ماهو قريب جدا من ذلك مع الدعاة الجدد .
بالإضافة إلي هذا يرصد الكتاب التشابه في المضمون بين ما يقوله الوعاظ الأمريكيون وما يقوله الدعاة الجدد لدينا ..حيث يروج كلاهما لفكرة أن الثروة هي دليل رضا الله على العبد .. وأن الأثرياء هم بالضرورة أكثر تدينا من الفقراء وأكثر نفعا للدين وهي فكره يطلق عليها في امريكا (إنجيل الرخاء) وقد اقتبسها داعية مثل عمرو خالد ونفذها حرفيا في دروسه وعظاته.