شيرين فتحي
ليست كل لحظات الحياة تصلح للعيش كما أن كل الموسيقى لا تصلح للرقص، ولكن تلك اللحظات التي نعيشها بصدق تمنحنا عمرا أطول منها بكثير.
كل الكتابات أيضاً لا تصلح للنشر أو على الأقل بعضها قد لا ننتظر عنها مدحاً أو إطراء .. الكتابة كالموسيقى نخترع بعض المقطوعات منها لمزاجنا الخاص.
كثيرا ما أخافتني فكرة التوقف عن الكتابة خاصة في الأوقات التي يسمونها بسدة الكتابة أو الـ writting block في البداية كنت أواجه تلك الفترة بخوف وتوتر شديدين، حتى مع محاولاتي في البحث عن نصائح للتخلص من تلك السدة المرهقة وإن كانت تلك النصائح غالبا لا تأتي معي بأي فائدة تذكر. كنت أسمع عن كتاب كثيرين يلازمهم الخوف بعد الانتهاء من كتابة عمل ما أنهم لن يتمكنو من معاودة الكتابة مجددا، بالطبع هذا شعور سيء مررت به كثيرا خصوصا بعد إنجازي لكتابات جديدة. دائما هناك الخوف بأن يكون هذا العمل الذي أنجزته هو الأخير.
لا أعرف من أين بينبع هذا الخوف؟ . هل هو مجرد خوف لفقدان الموهبة؟ أم الخوف من أن تنتهي حياتك قبل أن تعزف مقطوعتك الخاصة جدا والتي لم تجدها بعد؟. أعتقد أن السبب الأخير هو الأرجح خصوصا وقد اكتشفت أنني في كل مرة أمر فيها بهذا التوقف الإجباري عن الكتابة ومهما كانت المعاناة أو المخاوف أتمكن مجدددا من العودة لها من جديد.
مؤخرا صرت أول ما أبحث عنه حين أبدأ في قراءة كتاب جديد هي المقطوعة التي عزفها المؤلف في كتابه وأشعر بالاطمئنان كلما وجدت مقطوعة لا تخصني بشكل أو بآخر، أخشى في كل كتاب أن يكتبني أحدهم قبل أن أتمكن أنا من كتابة نفسي. ربما المهم ألا تأتي تلك السدة الكتابية قبل إنجاز كل ما يجب إنجازه.
لم يعد الانقطاع يرهقني، صرت أبحث عن أشياء أخرى ﻷفعلها في تلك الأوقات كالرسم أو مشاهدة التلفاز أو المشي في الهواء الطلق أو قضاء وقت اطول مع أطفالي. فقد أدركت أن الأمر في النهاية هو فقط مسألة وقت. طال هذا الوقت أم قصر فالأمر ككل مرة حتما سيينتهي.