شوارع الأبيض والأسود لأحمد يماني

شوارع الأبيض والأسود لأحمد يماني
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

كريم عبد السلام

ديمومة من الهواجس والتخيلات، تسلمنا الجملة إلى جملة واللفتة إلى لفتة والمشهد إلى آخر والتساؤل يقترن بتساؤل يعضده، حيث الذاكرة هي النصوص نفسها التي تتجلى كذاكرة محكومة بآلية التداعي وهو ما يمكن أن يمتد دون توقف.

 نحن بصدد ذات هي مقلوبة الذات النبية دون أن يعني هذا التقابل التناقض الكامل وإنما يشير إلى معارضة السمة الأكثر بروزا في النموذج النبوي مع إمكانية الالتقاء بين المتقابلين في سمات ثانوية ترقى لمستوى التيار التحتي وهي هنا – أي الصفات المشتركة بين الذات في “شوارع الأبيض والأسود” وبين الذات النبية- إنجاز إيقاف ما لحركة العالم ونفيه وتعطيل تركيبته من أجل تسليط الضوء على حركة الذات، عند الذات النبية يكون الهدف إرشاد المجموع وتخليصه من قبل من هو أكثر قدرة على الرؤية، وعند مقلوبها يكون الهدف المقول إعلان الانسحاب بصوت عال يشير إلى رغبة متحققة في الاندماج.

يجسب لنصوص هذا الكتاب – التي يتقدم فيها السردي وما لا يتعدى طبيعة الهاجس إلى المقدمة- كونها تمرينا على الحرية في مناخ يعاني من ازدواجات متجاورة لها من السطوة القدر الذي يمنع المناضلين المطالبين بالحرية من ابتلاع ما يتجاوز في حجمه كبسولات الحرية.

ــــــــــــــــــــــــ

مجلة الثقافة الجديدة مارس 1995

عودة إلى الملف

مقالات من نفس القسم