الموظف يأمره باستخراج بطاقة كمبيوتر، وإلا لن يقبض المعاش بعد هذا الشهر، بالطريق سأل كل من قابله وسبعون عامًا محملة علي أكتافه النحيلة، بالكاد يجر جسده المثقل بخطوط مرسومة علي الوجه الذي بدأ يتلاشى، ليخوض أول وآخر حرب الكترونية
بطاقة كمبيوتر؟ من أين له شهادة ميلاد، والدفاتر عبث بها اللصوص والمرتشون والفئران؟ ثلاثة شهور يناضل، يضع جسده بوسط الصفوف، صراخ النساء اللائي فشلن، ومعاش الضمان موقوف؛ والإعاشة علي المنحة الخارجية، انتحي جانبًا بكي دون صوت، لماذا لم يمت كأفراد جيله ببطاقته الورقية، يتضامن معه موظف الضرائب، يملأ استمارة شهادة الميلاد تسافر للقاهرة
تحدث المعجزة الشهادة ليست بها أي أخطاء إملائية أو رقمية، يجري ناحية السجل المدني الضيق المكتظ بكل صنوف البشر، الضوء الهزيل، رائحة العرق. دموع تتلألأ تأبي النزول
تداخل الأصوات والأجسام، آخر النهار الفشل نصيب الجميع، غدا يوم جديد، يشتري استمارة بطاقة كمبيوتر، ليس له أولاد ولا زوجة، لم يتعب الكاتب، أول من يدخل السجل ليمسك الأسياخ الحديدية يسلم استمارته، يأمره الموظف بالدخول، هو لا يعرف الابتسامة، بمنتهي الوجوم يأمره الموظف بالنظر إلي عدسة الكمبيوتر، يخلع عن رأسه غطاء الرأس البالي، يضحك الشباب علي رأسه الصغير الخالي من الشعر، بطلنا لا يمل كل صباح علي الشباك، يسلم الإيصال يسترده
مؤامرة أم قدر، بعد عام يسلم الإيصال يستلم بطاقة الكمبيوتر، مع الفرحة القاتلة للبطل، وزحمة البشر تقع البطاقة، يغص وراءها، تدوسه الأقدام ليلفظ آخر أنفاسه، وجدوه يمد يده والبطاقة علي بعد متر! والصورة تبتسم له.