الحاجة إلى الغرباء

موقع الكتابة الثقافي
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

ربما تلتقي بهم في رحلة داخل قطار

 العجوز الذي تتكئ ذراعه

على حقيبة سوداء  كبيرة

بينما ذراعه الأخرى تنام مهزومة على المقعد

تمر عيناه على عينيك فتومضان للحظة

قبل أن ينظر إلى البعيد.

المرأة التي لم يتوقف طفلها

عن البكاء طوال الرحلة

التي اعتذرت لك وهي تلقم الطفل ثديها

وثرثرت كثيراً عن صراخه الذي يوقظها في الليل.

رجل المقهى

 ذلك المقهى على أطراف المدينة

يتعمد أن يدير وجهه تجاهك

يبتسم..يسألك عن عنوان مكتوب على ورقة بيده

أو يرفع صوته بكلمات عن برودة الطقس

ربما لا يتحدث، لا يفعل شيئاً

سوى أن يراقب المشهد خارج الباب

وهو يطعم القطط المتحلقة حول قدميه، بقايا طعامه

و حتى في الشارع الذي يمتلئ بصخب الحوانيت

ستجدهم

يقفون طويلا أمام المحال

يحدقون في  السلع المعروضة على الواجهات الزجاجية

 يهزون أكتافهم..ويمضون.

         ****

كي تحكي الحكاية القديمة ذاتها

تلك التي لا تعرف سواها

بالنغمة الحماسية

بإشارات الجسد ولمعان العينين

بالهيستيريا العاطفية والكذب الأليف

أنت في حاجةٍ.. إليهم.

 

 

مقالات من نفس القسم

علي مجيد البديري
يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

الآثم