في النزوح تخرج قصيدتي من بيت رعويٍّ مفردٍ في الصحراء
فتشبه حائطَ لِبْنٍ آيلٍ للسقوط أو للنسيان
في النزوح أَحُكُّ يديَّ مثل ذباب يحك الفراغ
وينتظر الشتاء لكي يموت ببطء
في النزوح أكتشف أنني هَشٌّ مثل قطعة كعك
وصلب مثل وعْلٍ خبير بتاريخ الجبال
في النزوح أكتسب مهارة طفل في إضاعة الوقت
ومهارة فلاح في الصبر
في النزوح لم أعد أنقع القصيدة في الماء لأكتشف قوّتها
أتركها تسير وحدها مثل حصانٍ واثق، يعرف إلى أين تقود الطريق
في النزوح نسيتُ لهجتي
وأتقنت لهجات المدن الأخرى
في النزوح أرتكب بعض الحماقات
كأنْ أشتري حقيبة..
وكأنني سأعود يوماً إلى البيت!
ـــــــــــــــــــــــ
*شاعر من سوريا