والفتيات؟
زرعوا وردات في رأسه
تفوح كلما مر على مدرسة ثانوية
العائلة بتفصيلاتها: ثبتوا على ساعده ساعة
بشاشة واضحة لأناس يشبهونه بعض الشيء
ينظر إليها كلما شعر بالوحدة
ولذا تكون لقاءاتنا رغم المسافات الزمنية بهجة كاملة ولا سيما لو انضم إلينا أصدقاء يشبهوننا. بهجة أخرى كاملة هي قراءة قصائد يماني التي تشعرني وكأن يديه تشكل باستمرار عوالم أمام عيني وتهدمها، دورات حياة للشقاء، تبدو كلعبة تكرار سخيفة، وتلقي بين ثنايا القصيدة شذرات ساخرة، يتحول فيها حب قديم إلى سماد فاسد، ويفقد فيها الميت اثنين وأربعين جراما بعد أن حلت فيه روح أبيه. لكن مفارقات صغيرة كدفتر بول أوستر الأحمر تضع ابتسامة ولو خافتة على وجه الحياة التعس.
تثير إعجابي مثابرة يماني على الكتابة في كل الظروف ومع كل المصاعب، لم تتمكن الغربة من النيل من قصائده لتجعله أسير مواويلها، بل صقلته ومنحتنا شاعرا ومترجما كبيرا.