نظرت داخلي بحزن ثبتني في الأرض فرشفتُ رشفات سريعة وبقي نصف الكوب، خرجت من الباب ورطوبة الغرفة تلسع عظامي. رأيتها تضم كوب الشاي بين يديها المرتعشتين وتتابعني: “عد بسرعة يا ابني، عد بسرعة ” قلت دون وعي: “حاضر يا أما، حاضر”. سقط الكوب من يديها فجريت إليها. كانت تبكي بفرح، تهرول ناحيتي وتمسك يدي وأنا أحتضنها أطمئن عليها وهي تهمس بدفء: “اطمئن يا ابني اطمئن”. أدخلتها الغرفة، أرحتها فوق السرير وصنعتُ شايا لذيذاً أعجبها، أرتني كل الصور التي تضعها في كيس بلاستيك. حكت لي حكاية كل صورة وابتسمتْ وضحكتْ وحنت ْلأيام دافئة ثم ذابت في نعاس جميل.
ــــــــــــــــــــــ
قاص – الإسكندرية