هذا ما نفعله، نشكو ونعانى القتل والعنف الذى يجرى فى أىّ مكان في العالم، دون أن ننتبه إلى أننا لا نحصد إلا ما زرعناه، فهؤلاء من يسمون أنفسهم راشدين، عقلاء، فى أىّ مكان من العالم، وفى نفس الوقت يُعلّمون أولادهم العداوة، وكراهية الآخر، والخوف منه، ويغرسون فيهم أفكارًا سوداء ضد كل ما هو “غير”، حتى يصيرون متحفزين تمامًا للقتل، ثم يغرس هؤلاء من صاروا متحفزين للقتل نفس الأفكار السوداء فيمن بعدهم، وهكذا، لا تنتهى الدائرة، تلك التى نتخبط داخلها، ونحصد منها ما زرعناه فيها.
أهذا ما نريده؟
القتل، الحرب، العداء، الكراهية؟
بالتأكيد ليس هذا ما نريده، لكن هذا ما نفعله، فارق كبير بين ما نريده وما نفعله.
طبيعتنا الإنسانية الصرفة ترغب فى المحبة والسلام، وإعلاء قيم الجمال والخير، نحن كبشر نأمل فى ذلك، نأمل، ونظل نأمل فى الجمال والخير، لكننا نظل نفعل ما يفجر بيننا الحرب، ويشعل العداء والكراهية.
هلاّ توقفنا، لنفعل ما نرغب فيه بالفعل، وما تطمح إليه طبيعتنا الإنسانية الصرفة.
هلاّ توقفنا عن الحرب والكره؟
العلاقات الإنسانية أبسط وأعمق وأجمل ما لدينا، فقط لنمنحها الفرصة، لنمنح إنسانيتنا الفرصة، هى تستحق ذلك، ونحن البشر أيضًا نستحق.
*كاتب مصري