5 أكتوبر 2017

موقع الكتابة الثقافي
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

هل تذكرين المرة الأخيرة التي كنت فيها وحيدة في منزلك، في الشارع، في طريق سفر، في سينما أو بار أو كوافير. تذكّرتك بالأمس عندما كنت وحيدة في الشارع في الحادية عشر مساء، كانت السماء سوداء، والمصابيح الصفراء، تؤكد أكثر ظلمة الليل، السيارت كانت تمرق أمامي حتى أنني لم أستطع عبور الشارع لعشر دقائق كاملة، السيارة البيضاء كانت ستصدمني عندما توقفت فجاة في منتصف الطريق لأفكر متى آخر مرة عبرت الطريق وحيدة.

متى آخر مرة دخنت فيها سيجارتي وحيدة، أو نمت في سريري منفردة. لا أذكر، أخبرتك قبل قليل، أريد أن أحكي حكايتك أنت، لا حكايتي أنا، ذكريني بذلك كلما نسيت، افرضي وجودك المتخيل على وجودي الصارم، كوني محاربة من أجل حقك في الوجود، وإلا ستدهس سيرتي الحقيقية سيرتك التي لم تكتب بعد.

لم أعرف بعد في أي مكان ستكونين، المغرب، كوستاريكا، الإسكندرية، العالم متسع جداً، لكنني أعرف أنك ستحملين رغباتك فوق كتفيك وترحلين، ومع كل خطوة لك سيتكشف الطريق لنا معاً.

كلما هممت بالنهوض خشيت أن أتركك وحيدة على الأوراق بشخصية غير مكتملة، وهوية لم تتحدد بعد، لكنني في الوقت نفسه لن أكترث بك كثيراً، سأتركك وحيدة لفترات طويلة، هناك الكثير لأفعله، أما الآن سأنام وأمارس هوايتي الجديدة في محاولات تشكيلك كما أرغب، فتمسكي بهويتك التي ترغبين في أن تكوني عليها.

مقالات من نفس القسم

علي مجيد البديري
يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

الآثم