نهاية أخرى

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 17
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

طارق هاشم

بعيدا عن المدخل الاحتفالي

الذي اعتاده المسرحيون

وقف الراوي معلنا بصوت بدا عليه

التعب والحشرجة

كما لو أنه كان يغني طول الليل

قال بصوته المبحوح:

السيدات والسادة

هذا ليس أوان احتفال

يؤسفني أن أخبركم

أن الممثل الأول في فرقتنا المسرحية

قرر فجأة أن يرسم النهاية بطريقته

قرر أن يخرج عن النص هكذا مرة واحدة

وحين استجوبناه اكتشفنا هول طريقته

لقد اختار دون استشارة من أحد

أن يطلق النار على الجمهور

لم يكن أمامنا سوى مقاومته

فطاردناه في الكواليس

لدرجة أن مؤلف النص قرر

أن يلغي دوره

طاردنا ظله خلف المقاعد

انظر يا سيدي، مشيراً إلى شخص

يجلس في المقعد قبل الاخير

مكررا

نعم أنت سيدي الذي تجلس هناك

مطالبا أن ينظر أسفل المقعد

ربما اختبأ تحت ملابس أحد المتفرجين

الكارثة قد تصيبنا جميعا

قبل أيام أتى إلى المسرح

كان قد أخبره أحد أفراد الجوقة

أن السيدة س التي مثلت عليه الحب

لم تكن سوى كومبارس صغيرة

أرادت أن تتملقه

لتصبح هي البطلة

بدلا من كونها لم تنطق سوى

جملة واحدة في النص

 

دون أن تثيروا الذعر

يمكنكم الخروج بطريقة غير واضحة

فردا

فردا

لا ينبغي أن يظهر عليكم أي أثر للخوف

أما نحن فسنطارده حتى في النص المكتوب

الأماكن التي اعتاد أن يرتادها

لن نخلي مكانا

المقاهي

البارات الصغيرة

وجه أمه سنفتشه بالكامل

صالات الرقص

البيوت المشبوهة

سنطارده في كل موقع نعرف أنه وصل إليه

حتى لو اضطررنا إلى رهن أمه العجوز

حتى نضمن سلامتكم

أعرف أن الكارثة أكبر من تصورنا

هذه هي الحرب

لذا لابد أن نتحرى الدقة

ونصارحكم بالحقيقة

منذ يومين استنكر المخرج

أن ياتي ذلك الممثل مخمورا

فنهره امام الجميع

وجعل من صورته مدعاة للسخرية

وحين انحازت س إلى صف المخرج

لعن الاثنين وغادر المسرح

كان يقول في سره

أنا من سيصنع النهاية

مهددا بأن يطلق الرصاص على الجمهور

سأجعل لعبتكم تنكشف للسادة النقاد

لن أترككم

لن يعرف النوم طريقه إلى عيونكم البائسة

إن السلاح الذي حاولتم قتلي به

سيرتد إلى أعناقكم

من يومها ونحن هنا ننتظر أن يلهمنا الله الفكرة

دون أن نضطر إلى إبلاغ الشرطة

لذا أردنا أن نخبركم

أن الذعر والهلع والصياح بأعلى صوت

قد يهددان كل الحيل التي اخترعناها

ابحثوا معنا بدلا من أن تتفرسوا ملامحنا مندهشين

ابحثوا عنه في رؤوسكم

ربما تركه أحدكم نائما على عتبة منزله

كي تتخلصوا من شبح الفكرة

لابد أن تفتشوا في أجسادكم

فلتفتش هذه المرأة الجميلة

تحت ضفائرها

أو ربما اختفى في كحلة عينيها

ربما اعتقد أن في هذا المكان

لن يستدل عليه

أن شبحه قد يدور في القاعة

بحثا عن بقعة ضوء يمكنه الاحتماء بها

ذلك الذي أراد ان ينهى النص على طريقته

ينهي العالم عالمنا

المسرح الآن شبه مغلق

قبل دقائق اهتدينا إلى فكرة

إغلاق الأبواب كافة

لقد أقسم أن يكمل جريمته حتى النهاية

لذا لابد أن نصل

أن نكتشف الحل

أن حياة ما يقرب من الفي شخص

تحت تهديد السلاح

ستموتون هنا أو هناك

فالموت رعبا

لا يختلف كثيرا عن الموت بالرصاص

لذا واجهوا قدركم

مكانكم

لا تقتربوا مني

فأنا ضحية مثلكم

لن تفيدكم نظرة الكره هذه

حين غاب صوته

في صيحات الجمهور

كاد أن يصرخ بصوت عال

هذا دوري في نص أعدته

هيئة كبيرة

من الهيئات المعنية

بالحفاظ على مكاسبها

اختصروا دوري في إرهابكم

أنا لست سوى ممثل استأجروه

كي يبث الرعب فيكم

سامحوني

فتقديمي لهذه الصورة الهزلية

أهون كثيرا مما طالبوني به

لذا أردت أن أنهي النص على طريقتي

حين ركع باكيا

أخرجته مندوبة الهيئة التي أرسلته

كبديل للراوي الرسمي في الحكاية

 

مقالات من نفس القسم

خالد السنديوني
يتبعهم الغاوون
خالد السنديوني

بستاني