10 نسخ خفيَّة من أفلام معروفة!

1
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

أحمد عبد الرحيم

سألتُ صاحبى: «هل فكرت يومًا فى وجود نسخة أخرى من الفيلم الذى تشاهده؛ ببطل آخر، ونهاية مختلفة؟»، فأجاب: «نعم، إنهم يدعونها Remake؛ أى الفيلم الذى يعيد فيلمًا أقدم، برؤية جديدة!»، صحّحت له: «لا، أنا أتحدث عن نسخة صُنعت فى الوقت نفسه، بفريق العمل ذاته، لكن مغايرة لفيلمهم الذى شاهدته!»، فأجابنى: «فهمتك، أنت تقصد Director’s Cut؛ أى نسخة المخرج، التى لم يرضَ بها المنتج، وعرض نسخة مختصرة منها، مُبقيا عليها كى تصدر على DVD لاحقًا»، فأخبرته: «أنا لا أقصد هذا ولا ذاك، أنا أقصد نسخًا أصلية من أفلام معروفة، لم ولن يراها أحد!»، ولما أصابت الحيرة صاحبى، أدعوه وإياكم، لنطالع هذه النسخ..  

1) فيلم «صباح» المجهول!

من القلب للقلب «النسخة الأولى» (1952):

انتجت الفنانة المصرية آسيا هذا الفيلم الغنائى من بطولة كمال الشناوى وصباح، وعند احتراق شرائطه قبل العرض، كلّفت آسيا مخرجه هنرى بركات بإعادة تصويره مع فريق العمل نفسه. لكن بعد اعتذار صباح عن عدم إعادة دورها، اختار بركات ليلى مراد لتحلّ محلّها، وتعيد تسجيل أغانى الفيلم الـ6. كيف كان أداء صباح للدور أو الأغانى، وهل كانت أفضل من ليلى مراد أم لا؟.. كلها أسئلة صارت بلا إجابة!  

2) ساعتان لم تشاهدهما من رامبو!

First Blood أو الدماء الأولى «النسخة الأولى» (1982):

«الدماء الأولى» هو الجزء الأول من سلسلة رامبو الشهيرة، التى يلعب فيها سيلفستر ستالونى دور المقاتل الأمريكى شبه الخارق. بلغت مدة النسخة الأولى من الفيلم – وفق ما يحكى ستالونى – 3 ساعات ونصف، وكانت فى رأيه سيئة لدرجة ممرضة، ومن نوعية الأفلام التى تقضى على مستقبل صانعيها، فعرض على شركة الإنتاج شراء الفيلم لتدميره. بعد رفض طلبه، عرض حذف أجزاء كبيرة من دوره، ليتحقق ذلك، وتظهر نسخة أخرى من الفيلم مدتها ساعة ونصف فقط، حين إطلاقها فى دور العرض حظيت بـ125 مليون دولارًا، و4 أجزاء مكمِّلة. صحيح بعد مرور أكثر من 30 سنة لم تظهر النسخة الأولى على DVD أو Blu-ray؛ لكن لعلها تُظهِر رداءة ستالونى كممثل إلى حد بعيد، مما أدى أن تسديه شركة الإنتاج، وإيانا، أفضل خدمة بإخفائها!

3) هل سمعت عن فيلم يتم استبدال بطله بعد نهاية تصويره؟!

Smokey and the Bandit 3 أو المأمور واللص – 3 «النسخة الأولى بعنوان: Smokey is the Bandit أو المأمور هو اللص» (1983):

فى الجزء الأول والثانى من هذا الفيلم، لعب بيرت رينولدز دور السائق الطائش، المقصود باللص فى العنوان، وجاكى جليسون دور المأمور العصبى الذى يطارده، ولما غاب رينولدز عن هذا الجزء الجديد، تفتق ذهن صانعى الفيلم عن فكرة قيام جليسون بدورى المأمور وسائق آخر طائش أيضًا؛ ليصبح العنوان «المأمور هو اللص». لكن بعد عرض الفيلم على عينة مشاهدين، أبدوا تحيّرهم من رؤية جليسون كالمأمور مطاردًا نفسه كاللص، ألغت الشركة المنتجة كل مشاهد جليسون كاللص، واستدعت الممثل جيرى ريد، الذى أدى دور صديق البطل فى أول جزأين، كى يعيد تصوير تلك المشاهد بشخصيته القديمة، ويتحوّل العنوان إلى «سموكى واللص – 3». لم يظهر من النسخة الأولى سوى إعلان على اليوتيوب، وصورة فوتوغرافية لجليسون بشخصية السائق الملغاة.

4) سينما القص واللصق!

Cursed أو ملعون «النسخة الأولى» (2005):

الفيلم الذى عُرض سينمائيًا يقوم ببطولته كريستينا ريتشى وجيسون إيزنبرج، فى دورى أخت وأخيها يتحوّلان أحيانًا إلى ذئبين، ثم يُتهمان فى جرائم قتل تنكشف حقائقها فى ملهى ليلى. لكن – صدق أو لا تصدق – هناك نسخة لم تُعرض من الفيلم؛ حيث البطلان ليسا أخوين، مع شخصيات أخرى، وأحداث مختلفة، ونهاية تدور فى متحف شمع! حل اللغز أنه بعد انهاء المخرج ويس كرافين 90 % من الفيلم، توالت مشاكل إنتاجية أوقفت التصوير لأكثر من سنة (وكأن الفيلم أصيب بعدوى عنوانه!). بعدها كان صعبًا استعادة طاقم التمثيل لانشغالهم بأعمال أحدث، فصمّم المخرج خطة غريبة لاستكمال الفيلم، تقوم على إلغاء أكثر من نصف المادة المصوَّرة، واستبعاد عدد من شخصياتها، وإجراء تعديلات للسيناريو تضم شخصيات وأحداثًا أخرى؛ لتكون النتيجة فيلمًا جديدًا تمامًا! من المفارقات أنك لن ترى 8 نجوم شاركوا فى النسخة الأولى؛ مثل ماندى مور، وجيمس برولين، وروبرت فورستر، وبينما الفيلم الأول مبنى على حادث سيارة يجمع بين 3 غرباء يهاجمهم ذئب، فى الفيلم الجديد هناك أخت وأخ تصيبهما لعنة ذئب، ولا وجود للشخصية الثالثة. كل المتاح من النسخة القديمة لقطات سريعة وضعها المخرج بحلم البطلة فى الفيلم الجديد، وإن كنت لن تفهم – مطلقًا – صلتها بأحداثه!

5) ممنوع الحديث عن هذا الفيلم بأمر القانون!

Dying of the Light أو موت النور «النسخة الأولى» (2014):

فيلم عن ضابط أمريكى يطارد إرهابيًا عربيًا، وبعد القرف المعتاد من صورة العربى كإرهابى فى أغلب أفلام هوليوود، وتطرف تلك النظرة النمطية السقيمة، إليك ما حدث لهذا الفيلم: بعدما أتم السيناريست الأمريكى بول شريدر إخراجه عن قصة له، انتزعه المنتجون منه، وأعادوا مونتاجه، واضعين له موسيقى تصويرية من اختيارهم، بل عدّلوا صورته عبر الكومبيوتر، ماحين مجهودات مدير التصوير جابرييل كوسياس، لينتهى ما انتواه من معانٍ ورموز عبر الإضاءة والألوان. أقصى ما استطاعه شريدر هو نشر صورة على صفحته بالفيسبوك تجمعه وعدد من العاملين بالفيلم، ومنهم بطله نيكولاس كيج، مرتدين تى-شيرت مكتوبًا عليه اتفاقية أمضوها مع شركة الإنتاج قبل التصوير، تنص على عدم ازدراء الفيلم إعلاميًا. ملامح الغضب بالصورة حوّلتها إلى مظاهرة صامتة ترفض النسخة المعروضة!

6) كلاكيت تانى مرة.. للفيلم كله!

September أو سبتمبر «النسخة الأولى» (1987):

وودى ألن ممثل أمريكى تحوَّل للتأليف والإخراج. فى أفلامه، يظهر دومًا كمثقف اكتئابى يعانى من وساوس عدة، وعلى الرغم من تأكيده أن هذه شخصية يلعبها، ولا صلة لها بشخصيته فى الواقع، فإن الوسوسة تبدو صفة حقيقية فيه، وإليك الدليل: كتب وأخرج ألن فيلم «سبتمبر»، وعندما شاهده قبل إطلاقه كرهه بشدة؛ فماذا فعل؟ أعاد كتابته وإخراجه من البداية، بطاقم ممثلين جديد. أدى هذا إلى مضاعفة الميزانية من 5 ملايين دولار إلى 10 ملايين دولار، وامتداد التصوير من شهرين ونصف إلى 8 شهور. لتتأكد من مدى وسوسة ألن، طالع تصريحاته بخصوص عدم رضاه عن هذه النسخة الثانية، ورغبته فى تصوير الفيلم كله لمرة ثالثة! 

7) نسخة بإيدى ميرفى، ونسخة بدونه!

Best Defense أو أفضل دفاع «نسخة بدون إيدى ميرفى» (1984):

فيلم هوليوودى تنبأ بغزو العراق للكويت قبل حدوثه بـ6 سنوات، يتناول الشخصيات العربية على نحو مزرٍ كالمعتاد، وعلى الرغم من كونه بطولة دادلى مور وإيدى ميرفى، فقد تم تصوير نسخة كاملة منه بدون ميرفى! هذه النسخة كانت عن مهندس حربى، لعبه مور، يزعم تصميم دبابة متطورة، لكن رأى جمهور العرض التجريبى أنها غير مضحكة، فماذا فعل المنتجون؟ استدعوا أنجح نجم كوميديا وقتها، إيدى ميرفى، كى يكون بطلًا لخط قصصى جديد سيوازى قصة المهندس، مؤديًا دور سائق الدبابة الذى يخوض الحرب فى زمن لاحق للقصة الأصلية بعامين! قابل الفيلم استنكارًا نقديًا، وَرُشِّحَ كأسوأ فيلم فى مسابقة Stinkers Bad Movies، أو الأفلام السيئة المتعفنة، لعام 1984. تظل أكثر الأمور إثارة للسخرية أن المنتجين أرادوا تفسير وجود ميرفى فى الفيلم، فكتبوا على الأفيش تحت اسمه: «ضيف شرف استراتيجى»!  

8) طريق مختصر للسعادة.. أم للحزن؟!

Shortcut to Happiness أو طريق مختصر للسعادة «النسخة الأولى The Devil and Daniel Webster أو الشيطان ودانيال ويبستر» (2007):

أخرج النجم الأمريكى إليك بلدوين فيلم الشيطان ودانيال ويبستر، عن قصة قصيرة بالعنوان ذاته للكاتب الأمريكى ستيفن فنسنت بينيت، تدور حول كاتب يبيع روحه للشيطان، لينجح كل ما يكتبه. شارك بلدوين فى الإنتاج، والبطولة أيضًا إلى جانب أنطونى هوبكنز، وجينيفر لف هوايت. قبل عرض الفيلم، أشهرت شركة الإنتاج إفلاسها، وبعد أن اشترت شركة أخرى الفيلم، أعادت مونتاجه على نحو جعل بلدوين يراه لا يشبه القصة المأخوذ عنها؛ لذا رفع اسمه من على الفيلم كمخرج، واضعًا بدلًا منه اسم وهمى غريب هو: «هارى كيركباتريك»! عُرض هذا الفيلم سنة 2007 بعنوان جديد هو: طريق مختصر للسعادة، بينما دعا بلدوين معجبيه ألا يشاهدوه، واصفًا إياه بـ«الفيلم الذى لم يصنعه!». 

9) نسخة للسينما، ونسخة للتلفزيون؟!

Two-Minute Warning أو الوقت الضائع «نسخة التلفزيون» (1979):

أنتجت شركة يونيفرسال هذا الفيلم، الذى عُرِض فى 12 نوفمبر 1976، من إخراج لارى بيرس، وبطولة تشارلتون هيستون وجون كاستافيتس، عن قناص مختبئ فى ملعب ريجبى يترصد المشاهدين ببندقيته خلال مباراة هامة. بعدها بعامين، رفضت شبكة NBC الأمريكية عرض الفيلم تلفزيونيًا باعتباره عملًا عنيفًا، فماذا فعلت الشركة المنتجة؟ حذفت من الفيلم 45 دقيقة، ثم استدعت مؤلفًا ليقوم بتعديل القصة، وصوّرت 40 دقيقة جديدة، مع بعض من ممثلى الفيلم الأول وممثلين إضافيين، ليظهر من الفيلم نسخة أخرى خاصة بالتلفزيون عُرضت فى 6 فبراير 1979! من ضمن النتائج: تنصّل مخرج الفيلم من النسخة التلفزيونية، كاتبًا اسمه على تتراتها «جين بالمر». بطل الفيلم هيستون، الذى تعود ارتداء شعر مستعار، ظهر فى مشاهد الفيلم الأول بباروكة لها لون، وفى المشاهد الجديدة بباروكة لها لون مختلف! وإن تبقى الحسنة الوحيدة لهذه النسخة تقديمها تبريرًا لجرائم القناص كتمويه على سرقة بنك. تم تكريم الفيلم الأصلى بطبعه على شرائط فيديو، وأسطوانات DVD مؤخرًا، بينما لم تُطبَع تلك النسخة التلفزيونية على أى وسيط إلى الآن!  

10) قد يكون أبشع فيلم فى تاريخ الإنسانية!

Cannibal Holocaust أو محرقة آكل لحوم البشر «الأصل التسجيلى» (1980):

أثار المخرج الإيطالى روجيرو ديوداتو زوبعة بفيلمه المرعب «محرقة آكل لحوم البشر»، الذى يدور حول بعثة سينمائية تصوِّر فيلمًا تسجيليًا بأحراش إفريقيا عن قبيلة تأكل البشر. فبعد 10 أيام من إطلاق الفيلم، هاجت الدنيا لصدق مشاهد القتل، وأوقفت الشرطة العرض، قابضة على ديوداتو بتهمة قتل ممثليه أمام الكاميرا. تم إسقاط التهم لاحقًا، بعد إثبات أن ما تم تصويره كان مجرد تمثيل، لكن فجَّر ديوداتو قنبلة بتصريحه أنه اقتبس فيلمه من فيلم تسجيلى حقيقى تبقى من بعثة سينمائية قُتلت خلال تقصى قبائل آكلة للحوم البشر بإفريقيا، ورغم تأكيد ديوداتو أنه دمر هذا الفيلم بعد مشاهدته، فإن إحدى القنوات التلفزيونية الإيطالية أعلنت لاحقًا أنها توصلت إلى نسخة منه، وستعرضه دون حذف، لكنها ما لبثت أن صرَّحت بأنها لن تعرضه أبدًا. غالبًا خافت القناة من المشاهد البشعة فى الفيلم؛ فإذا ما وضعنا فى الاعتبار أن العمل التمثيلى المأخوذ عنه تعرَّض للمنع فى بلده – إيطاليا – 3 سنوات، ناهيك عن منعه تمامًا فى 50 دولة أخرى، فما بالك بالعمل الأصلى؟! أظن أن هذا الفيلم هو الوحيد فى قائمتى الذي نحمد الله أنه خفى، وندعوه أيضًا أن يبقى خفيًا!     

 

مقالات من نفس القسم