يقظةٌ مؤلمة

موقع الكتابة الثقافي
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

كنتُ معهُ

عِندما فتحَ نافذتهُ المطلةَ على الشارعِ

وأطلقَ غضبه عاصفة

جَففتْ ضِحكنا

وعَرت أحلامنا

أمام الجميع

ومع ذلكَ لمْ يسمعنا أحد

*

حديثهُ اليوم

كان سطحياً

هو يجيدُ خنقَ إحساسه جيداً 

في شوارعِ حزني

أركض وراءَ ضحكته المزيفة

وهو يغني بصوتهِ الباكي  المخنوق

“كلمة وكلمة وكلمتين حلوة يا بلدي “

 

كلَ صباحٍ يكررُ

الأملَ أكاذيبهُ على الصباح

 

بكمشةِ  تراب

وجدتُ نصفَ الحقيقة

والنصف الآخر

بقي ممرغاً بالوحلِ

 

جاري يطلُ على الصبحِ  بوجه الأمس

وحدها رائحةُ الخبزِ تناديه

وتحتمُ عليه مناورةَ الموت

 

أحاولُ جاهدةً كلَ يوم

فكَ أزرار صمت ذالكَ الشارع الطويل

عبثاً

رصاصةٌ واحدة كانت قادرةَ على ذلك  

 

لمْ نُضَيع الطريق

عِندَما حلمنا بالحرية

لكننا سلكنا أطولَ الطرق

 

جرحٌ اتسع

صارَ وطناً

 

ركبتُ سيارةَ أجرة

سائقها يضمدُ جروحَ الطراقاتِ

 سراً

وعجلاتُ سيارتهِ تدورُ بسرعةِ

كهاربِ من الموت   

 

يجرحني

العراء

 

في العمقِ

أرى امرأةً متوحشة

تمزقُ خارطةَ العالم

تطلُ برأسها الفارغ

على عالمٍ ليسَ لهُ عقل    

لكنهُ يتابعُ بدقةٍ جريانَ الدم حولهُ

 

السفلةُ أثرهم واضح

في كل العوالمِ

لكنَ موتهم سيكون أوضح

 

يقظةٌ مؤلمة

كمكانٍ يتسع لفراغٍ

أكثر

    

كل يومٍ أقفُ ساعاتٍ وساعات..

بانتظارِ قطارٍ

 سيخرجُ من كتابٍ قَرأته منذُ أيام 

 

حزنٌ لا يشبهُ نفسه

حزنٌ يشبهني

لذلكَ

لمْ أعد أنتظره

أصبحَ في متناول حزني

 

 

مقالات من نفس القسم

خالد السنديوني
يتبعهم الغاوون
خالد السنديوني

بستاني