أحمد رحيمة
يمسك ديوانًا،
يقرأ جملة،
يتركه.
يمسك واحدًا آخر،
يقرأ..
كل القصائد لا تكتبه.
يطرد التردد،
يبصق على الرغبة في الإتقان،
يبعثر الكلمات،
يفعلها،
يكتب قصيدة،
مع أنه لا يعرف الطريقة،
يرى ولدًا صغيرًا،
يمشي في أزقة بيضاء
يخلقها في المدينة السوداء،
يرفع يده إلى الأعلى،
يلمس روحًا ذابلة تتدلى من غصن شجرة،
الروح زهرة حمراء،
كانت قلبًا لكاتب روائي،
يحب الكتابة أكثر من أي شيء،
عَلِق قلبه في لحظة فارقة،
حين ظن أن الكتابة غير كافية،
فنزلت عليه الصاعقة،
وتلاشى،
ظل يهيم
في الأكوان الموازية
ظل يهيم وهو لا شيء
لقرون كاملة
خلال اللحظة الواحدة،
قبل أن يعود ولدًا صغيرًا
يستعيد الوردة في لمحة خاطفة
ويأكلها..
ويرسم فتاةً،
وحُبًا،
وقطة تتمطى،
ونَوْمًا،
وكوب قهوة زجاجياً،
وبرقاً في وسط النهار،
وصخرة تسقط من الفضاء،
وشعلة تحت الماء،
وقصيدة صادقة،
وتَدَرُّج الألوان في السماء
بعد الغروب
في الوقت الذي من المفترض أن يبدأ فيه الظلام،
وبحيرة كبيرة
تعكس مياهها الأشجار في الضفة البعيدة
حين ينعدم الهواء،
وعصفورًا،
ورملة،
ودعسوقة،
وقبلةً صباحية،
وملعقة سكر،
وكرسيًا من القطن،
وتنينًا أمام حطب مشتعل،
وجبلًا يجاور التنين أمام الحطب المشتعل،
وكاتبًا ويدخل في القصيدة ويجلس بينهما،
وحرية.
– أحمد رحيمة