قصائد

فتحي مهذب
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

فتحي مهذب

الهاوية

الطبيعة بيد الساحرة.

العميان يقصفون المارة بقش اليوطوبيا.

بحبال مخيلتي أشنق كلمات القس

أسحب الوضوح إلى الهاوية .

بالموسيقى شممت رائحة الله.

الله الذي أطلقوا عليه النار

المشاؤون الجدد.

الله الذي اختفى في رؤوس الجبال.

حاملا نعش العالم على كتفيه.

هاجمني مصطلح ضرير بالحجارة.

هاجمني اللاوعي بمسدس أشيب.

هاجمني ناس مظلمون في مفترق قوس قزح.

ينابيعي ملطخة بالدم والفضيحة.

في بئري تطفو جثة يوسف.

تعبت من صفير مؤخرة الموت.

تعبت من ميتافيزيقا الفيروسات.

أنا مطوق بزنار من البديهيات العطنة.

بكفن أسود من العذاب اليومي.

عضني أيها الخفاش

اقطع تفاحة سهوي إلى شطرين.

عضني أيها الذئب القابع في قاع الكلمات.

عضني أيها الفراغ الذي تلمع عيناه

المتلعثمتان.

سأحتمي بالفلسفة من نباح جارنا اللاهوتي.

سأحطم مزهريات اليقين.

أبايع عاصفة الأسئلة.

لا يهم موتي العبثي على قارعة اللاجدوى.

 

***

إذا قدر لي أن أعيش هذا الصيف

إذا قدر لي أن أعيش هذا الصيف

سأطلق سراح غيوم كثيرة من حديقة رأسي

أفتح الرصاص الحي باتجاه غراب جورجينيا ميلوني

أنقذ المهاجرين من عواصف عينيها الجاحدتين

أصنع طائرة من خشب القوارب المهشمة

ألاحق المهربين والصيارفة بقنابل آربجي

أملأ دموع الغرقى في قوارير من الذهب

أبكي إخوتي الأفارقة طوال الليل

الذين صنعوا أمجاد الغرب

الذين أطلقوا الضوء والبركات على العالم

سأشتري الكثير من الهمبرقر

لصديقي توت عنخ آمون

بعد ملاحقة اللصوص بطائرات مسيرة

إذا قدر لي أن أعيش هذا الصيف

دون أن تطالني ضربة فأس من أحد البحارة القدامى

سأركب فيلا صغيرا باتجاه حانة

يؤمها المجانين

أحفر بئرا عميقة وأدفن الأسئلة الكبرى

لن أفكر في تأبين العالم بإيقاع دادائي

أضحك ألف مرة في الأسبوع

أمام سور المقبرة

سأرتاد دار المسنين كل يوم

مخاطبا جميع العجائز

الموت ليس فكرة سيئة

بل هجرة غير نظامية إلى الفردوس المفقود.

سأحرض الصيادلة على قتل الفراغ

بسم الشوكران

إذا قدر لي أن أعيش هذا الصيف الملعون

سأقيم دولة صغيرة من الفرح اليومي.

ويكون القلق أحد حراسي الشخصيين.

****

قبل رحيل الأوراق.

إلى روح الشاعر والمترجم السوري  Isam Zodi

أيلول ;

قبل رحيل الأوراق

رحل البستاني.

****

من نافذة المستشفى

وحده القمر

يبتسم لمرضى السرطان.

****

الأشجار

أكثر كثافة من البيوت

وفي المنحدر البيوت أكثر كثافة من الأشجار.

****

أرجوحة;

من قوس قزح

يصنع حبالا ملونة.

****

بسرعة الضوء

اليعسوب يخلف

نواقيس خافتة.

****

تطن كثيرا

النحلة في طريقها

إلى فراق العالم.

****

رعد من التصفيق;

الجراد

باتجاه المدينة.

****

يا للسعادة

على ضوء شمعة

نتقاسم طبق السردين المشوي.

****

مستثمرون جدد;

زراعة الجثث

على قدم وساق.

****

غيمة داكنة

التمثال يحدق

إلى الأعلى.

****

يجتاز جدران البيت

سعال جارنا المعلول

بسرطان الرئة.

****

يا لأخي الضرير

بعصا بيضاء يجوب

شوارع المدينة.

****

ألبوم العائلة ;

بورتريه الأم يدحض

فعل الموت في الأشياء.

****

المذيعة;

الكثير من الغرقى

عيون الأسماك ملٱى بالدموع.

****

يا للحصان الهرم ;

أمام المسلخ

تربض الشاحنة.

****

من البلكونة

يبدو بصري طليقا

مثل طائر مهاجر.

****

من محفظة الظهر ;

يحرر فراشة

الجندي.

****

عتمة كثيفة;

اليد اليمنى

تبحث عن اليد اليسرى.

****

على ضوء خافت ;

يحصي الشحاذ نقوده

يا لنباح الرعد في الأفق.

****

انظروا جيدا

الأشجار الهرمة

تتحدى الموت.

****

رغم التجاعيد

عيناها تتلامعان

صديقتي المسنة.

****

محادثة مطولة ;

في قاع زجاجة

الفودكا .

****

غروب ;

تختفي شيئا فشيئا

طيور الغاق.

****

تحت سيقانها

تتساقط ثياب الأشجار

أوراق جافة.

****

أرذل العمر ;

حتى الفئران

تتحاشى النظر إليك.

****

طفل ضرير;

إلى المدرسة

يشيعه المطر.

****

زخات مطر ;

فوق برج الكنيسة

مؤتمر لطيور الغاق.

****

قطيع النجوم

يتدافع في السماء

ما أشقاك أيها الضرير.

****

صافرة القطار ;

إلى سنوات الطفولة

يحملني صداها.

****

في قاعة الشاي ;

حتى الزجاج

يرتشف المطر.

****

يا للنهاية

في غرفة التشريح

جثة محترقة بالكامل.

****

في غزة

عرب ويهود يتقاسمون

زخات المطر.

مقالات من نفس القسم

خالد السنديوني
يتبعهم الغاوون
خالد السنديوني

بستاني