وكان اسمه حازم

موقع الكتابة الثقافي
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

قصة : وسيم المغربي *

أنت ( حازم عبد الله ).. تعرف أن لك في حياتي مساحة كبرى، ففارس أحلامي لم يأت بعد ليخطفني فوق حصانه الأبيض.. تعرف أيضاًً أن ما من أصدقاء لي سواك.. زميلاتي في الجامعة وأقاربي بعيدهم وقريبهم لم يدنوا منى مثلما دنوت أنت.. عديدون عرفتهم في رحلتي الصغيرة مرحون، مثقفون، ثقال الظل، أغبياء، أغنياء، كل ما يتبادر لذهنك من شخوص زهدت فيهم جميعاً واخترتك.. أفعالي، أحاسيسي، أقوالي، أفكاري أكتشف فجأة أنى بحُت إليك بها.. لماذا أنت دون غيرك؟!..

ما الذي يشدُني فيك؟.. أمنحك أسراري مهما تكن.. دون مبرر تتخطى كافة خطوطي الحمراء والسوداء وتفتضح أدق تفاصيلي.. حتى صرت إليك كتاباً مفتوحاً.. كتومة أنا بطبعي _هكذا عودتني القراءة _ إنسان كسائر المخلوقات يُفترض أن يكون له عالمه لكن معك فلا عالم لي!……

أنت (حازم عبد الله) الوحيد الذي ليس بمقدوري الخجل منه، الوحيد الذي رآني في جميع أحوالي وأنا أرقص، أكتب، أغني، أصلي.. تعيش معي رغماً عنى حتى ألفت ملامحك.. اعتدت بياضك المبهر وصلابتك، وجهك المسطح بلا تجاعيد، صمتك الوقور وهدوءك.. مختلف أنت عن الباقين، تنصت لكلماتي دون كلل في حين أنهم يسدون عنى الآذان، مطيع لحد بعيد بينما هم الجدال و النقاش سمة بيننا.. لم أعد أحتمل ابتعادي عنك، فكلما جرى لي أمر وافيتك بما تم على عجل، وكلما ضاقت بي الدنيا بكيت هنا على صدرك، لدرجة أننا أضحينا شيئاً واحداً.. كل ما يقلقني أني _ إلى الآن _ مازلت أجهل عنك كل شئ !…..

صوت أمي يأتي واضحاً من باب الغرفة.. رباه، لقد فتحت بابها، كانت تراقبني منذ أن حدثتك.. بجسدها دخلت وبرّوية ضيقت المسافة بيننا.. بوجه ذاهل قالت “أتحدثين الحائط يا (منى) ؟!”. 

¤¤¤¤¤¤

غداً نترك بيتنا القديم ونرحل.. بعد شهور ست سوف نعود، لكنك سترحل عنى إلى الأبد.. لو كان بمقدوري أن أحملك معي وأضعك في مكانك الطبيعي كجزء من غرفتي لفعلت.. أنت الكيان الأوحد الذي أرتاح كلما حدثته.. سأفتقدك وسينفطر قلبي لفراقنا. آه لو كنت رجلاً لتزوجتك.

¤¤¤¤¤¤

للبيت الجديد عدت.. ما من (حازم) هنا!.. أين أخذوه؟!.. مّن سيسمعني بعده.. ومن سيريحني من وحدتي؟.

¤¤¤¤¤¤

أنت أيضا لك نفس الاسم!.. أنت تصغي مثله!.. تلفُني بحنانك الفياض.. تشملني بسعة صدرك.. بانطلاقك تبتلع وحدتي.. بين راحتيك أجد راحتي، بل أنت مختلف عنه.. أنت كائن مثلي تُحب وتكره.. رغم بياضك المبهر ووجهك المسطح بلا تجاعيد.. أنت فارس الأحلام الذي سيخطفني فوق حصانه الأبيض (حازم عبد الله)!.

الإسكندرية 2009

ـــــــــــــــــ

عن مجموعة (محاولات للإبصار) تصدر قريبا عن دار الدار

* قاص من مصر

مقالات من نفس القسم

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 12
تراب الحكايات
عبد الرحمن أقريش

المجنون