د. هويدا عطا
ألا يكف إعصار الدم عن الهدر في ضواحيك؟
ألا توجد قلوب حانية تكفكف الدمع في مآقيك؟
ألا تزهر أشجار الزيتون ثانية في أراضيك؟
ألا يزلزل آذانك القلوب الصاغية في أدناك وأقاصيك؟
ألا يتوقف الرعب في عيون أطفالك وقلوب كل من يحويك.؟
فلسطين، لا تبكي، فالبكاء ليس من شيمك.
في قلبك الف سهم وسهم يسكن صمتك.
فمهما تمزقت الأجساد وانتشرت الأشلاء هنا وهناك،
حتماً سينبت منها قوة لا تضاهيها قوة.
ولِمَ لا، وهي نبتة الشهداء الذين رحلوا وفي يدهم كرامة وسلاح،
وعلى لسانهم شهادة أن لا إله إلا الله
ولِمَ لا، وهي نتاج جينات نساء تزرع الأمل
في أرض الخوف وفوق أعناق الأعداء
نساء لا تهاب الموت،
ترسل ابتسامة أبية مدوية في وجه إخوة الخذلان.
تعرف أنه سيأتي يوم تُرَدُّ فيه الخيانات والخيبات على رؤوس أصحابها،
مهما طال الوقت وقسي.
تعرف، ويملؤها اليقين والإيمان،أنها ستقدم للوطن طفلاً في يده سلاح العزة والكرامة،
يحرر به الأقصى المبارك عاجلاً أم آجلاً.
تعرف أنها بألف رجل من هؤلاء الذين يشاركونها الدين والعروبة،
هؤلاء الذين خذلوها ولم يلبوا نداءها المرتجف في ظلمة القهر والعجز وضوء القنابل و الصورايخ الظالمة
أيها الفلسطينية، ستظلّين واقفة كشجرالزيتون،
لا يموت أبداً وإن عزّ عليه الماء وقست عليه الظروف المحيطة.
ستظلّين خضراء، لا تنقطعين عن العطاء أبداً.
ستظلّين حامية لأرضك المباركة،
منجبةً للرجال الشهداء، ولطفل العزة والكرامة.
تحيا فلسطين، وتحيا المرأة الفلسطينية.