خلف لحظات الغياب

خلف لحظات الغياب
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

مي سلامة


كَعادة تلك الأيام المتخفية خلف لحظات الغياب ولحظات الإفاقة من سُبات عَميق لم ينفك سوىّ عند الدقائق التى أقف بها أمام المرآة أُتابع مسار تلك الشُعيرات البيضاء التى أخذت طريقا برأسي ..

لِتُخبرنى حَسناً يا فتاة لَم يُعد إلا بِضع أيام وأُكمل عامي التاسع والعشرون ..

 

أعتقد أنني فقدت القُدرة على الدهشة ، ففي تلك السنوات القليلة الماضية إكتسبت من المواقف التى مررت بها عوامل مُضادة لإحساس الدهشة والشَغف الذى صاحبني بكُل لَحظات عُمرى

كَثيراً ما فَارقت وكَثيراً ما فُورقت ومَبين الوداع والتوديع خَيط رَفيع يَلمُس جِدار القَلب ويَتركُ جِرحاً غائراً بين طَياتة المُتواربة بِفعل الزَمن والمواقف المُتتالية كم آلمنا مَوت عَزيز وفراق صَديق وخِيانة حَبيب وتَوديع

أنفاس مُتلاحقة تَغتال بقايانا المُنهكة ولَكننا لا نَتعلم.

يَقولون أن الروح تَظل بالجَسد لست ساعات بَعد الموت والبَعض الأخر يقول أنها تظل به لِثلاث أيام والبَعض الأخر يَقول أن الأروح تَظل هَائمة فى ملكوت الرب لِسنوات طويلة تَحوم حَول المَكان التى عاشت فيه لَكن مَاذا عَن أرواحنا ونَحنُ علىّ قَيد الحياة ، تِلك الأرواح التى أُنتهكت بِفعل الغياب ومَع كُل كَلمة تَخرُج مِن

شِفاههم بِحسناً أنا مُفارق

كُل ما يستطيعون فِعله عِند الفُراق . إبتسامة صَفراء باهتة وبَعض الكَلمات الجارحة أو بَعض التَلويحات إن وُجد 
ولَكن هَل يَستطيعون غَرس سِهام كَلماتهم فى عُمق قُلوبنا بَعد كَلمة أنا مُفارق ..

.. ما الذي ستشي به الأيام واللحظات والمواقف التى تتعاقب على أرواحنا تعاقب الليل والنهار ما الذى سَيتغير فى سير الحياة ومَسارها إذا لم يرحلوا .. رُبما لن نَكُن أكثر نُضجاً مما نَحنُ عليه رُبما لَن نَشعُر بِرٌفات الأجداد والحنين إليهم بين ضِلوعنا ، رُبما أشياء كثيرة .. لَا نَستطيع حَصادها بِفعل أفكارنا المُتخمة

صَوت أُم كُلثوم فى الخَلفية وهِى تُغنى ” وَصفولى الصَبر لَقيته خَيال” وتَعود مَرة أُخرىّ لِتَقول “أهرب من قَلبي أروح علىّ فين “

نَستطيع الهُروب مِن أرواحِنا مَرات عَديدة بَل لِسَنوات أُخرىّ مَاكثين بِداخل سَبات رَوحي عَميق .،

أنتهي من التأنُق أمام المرآة وإضفاء قناع الحياة علىّ وجَهي ومِن ثم التوجة للعمل ومُتابعة اليوم كَما يَجب أن يَكون ومِن ثَم مُعاودة الكرة من جديد مُحاولين توثيق اللحظات المُتتالية والتى تُثبت دوماً أننا

نَقوم بدورنا بالحياة كَما يَجب عَلينا كَما يُريدون لَنا ان نَكون ..وليس كَما نُحب نَحن أن نَكون

مقالات من نفس القسم

محمد العنيزي
كتابة
موقع الكتابة

أمطار