عمار علي حسن
ذات ظهر يوم بعيد رأيت لأول مرة وجه نور الشريف، الذي لم أقابله قط. كان يطل عليَّ بوجه مشرق، وثغر باسم، وعينين يسكنها ألق وثقة من صورة مطبوعة على نوع من الحلوى، اعتدنا أن نشتريها صغاراً بقرش صاغ واحد. يومها لم تكن قريتنا البسيطة قد دخلها التلفزيون بعد، ولم أكن قد عرفت طريقي إلى السينما، فكانت أعمال صاحب الصورة مجهولة لي تماماً.
لم تمض سوى سنتين حتى جاء التلفزيون إلى قريتنا، موصول ببطارية مثل الموجودة في محرك السيارة، إذ لم نكن قد عرفنا الكهرباء بعد. ومع مجيئه رأيت نور الشريف، لأول مرة، بطلًا لمسلسل “مارد الجبل”، يلعب دور شخص اسمه “أحمد بن شبيب”، فأحببت فيه هذا الشاب الثائر المتمرد على ظلم المماليك، الذي ينشد القصائد، ويهرب إلى الجبل ليكون بعيدًا عن قبضتهم، ثم يهاجم سراياتهم وقصورهم مع رجاله الأشداء.
ولما كبرنا عرفنا الخيط الواصل بين شخصية “ابن شبيب” والشاعر “ابن عروس”، صاحب فن الواو، الذي تسكن قصائده، المفعمة بالمجازات غير المعلبة، حكمة سابغة، نابعة من تجربة رجل عرك الحياة جيدًا، ولم يكتف بقوة الإرادة ومضاء العزم وسيلة لمواجهة تصاريفها القاسية، بل أيضا نفسية الفنان وقريحته، وهو ما استطاع نور الشريف أن يجسده في هذا الدور، المحفور في ذاكرتي.
وقال لنا الذين سبقونا إلى البندر، وعرفوا الشاشة الفضية الرحيبة الرهيبة إنه من حي “السيدة زينب” لكنه أصوله تعود إلى المنيا، فتعلقنا به أكثر، متحيزين لبلدنا ولاسم صاحبة المقام، التي يتكرر ذكرها على ألسنة أهل قريتي مرة باسمها، وأخرى بلقبيها الشائعين “أم العواجز” و”رئيسة الديوان.
من سبقونا إلى “الأفلام” أفهمونا يومها أن الصورة الملتصقة بالحلوي هي لنجوم السينما، ولأنهم يعرفون أسماءهم، أفصحوا لنا عنها، لكن منذ متى كانت صورة واحدة بوسعها أن تحفر شيئاً ذا بال في الذاكرة، حتى لو مدت حبلاً من المودة مع صاحبها، صنعته طلعته وطلته البهيَّة؟
ربما ارتعش شيء داخلي في هذا اليوم، وأنبأني حدسي الغض، أن هذا الفنان الشاب وقتها ستكون لي معه متابعة دقيقة لأعماله الدرامية والسينمائية فيما بعد، وأنني سأُكبره كفنان يرعى موهبته وينميها طوال الوقت بالقراءة والتدريب، وسيحميها بمواقف يغمرها البذل والاحترام، سواء في الفن أو في الحياة الاجتماعية والسياسية.
لم يكن نور هو بطل أول فيلم قد رأيته في التلفزيون الذي دخل قريتنا تجاوره هذه البطارية التي تمده بطاقة تمنحه القدرة على الإضاءة وعرض الصور والحركات، وإطلاق الكلمات والحوارات، إنما كان القدير محمود المليجي، وفيلم “رجل اسمه عباس”، الذي راحت الشاشة الصغيرة تُنقصه من أطرافه، وهي تصغر وتضيق مع اقتراب نفاد شحنة البطارية المسكينة، ثم أكلت الصورة والصوت فجأة حين عجزت عن العطاء، وقطعت مددها، فانصرفنا متحسرين إلى بيوتنا الخفيضة، وآوينا إلى مخادعنا الخشنة، قابضين على بعض الصور والكلمات والمعاني.
لكن نور كان بطل أول فيلم سينمائي شاهدته في حياتي، بسينما “ميامي” في مدينة المنيا. كنت في الصف الثاني الإعدادي. ذهبت مع صديق إلى هذا العالم الساحر الجديد، مدفوعاً بالحكايات التي ملأ آذاننا بها من سبقونا إلى هذه الدنيا الغريبة. وقفت أمام الأفيش أتأمله في إمعان، تملأ صوره، وتقتحم حروفه عينيَّ، وتحركت شفتاي أقرأ الأسماء المطبوعة وسط لجة من الألوان الصاخبة، وهي للساحرة سعاد حسني، والفارع عزت العلايلي، والوديع عمر الحريري.
ماتت المسافة بين الصورة التي لازمت حلوى، سرعان ما اختفت من السوق، وبين هذه التي يهديها إليَّ الأفيش الرحب، لكن سرعان ما أحياها اسم الفيلم الذي أثار في نفسي رغبة في معرفة ما يعنيه. كان “أهل القمة”، المأخوذ عن قصة نجيب محفوظ، وهو اسم كنت قد بدأت التعرف عليه في مكتبة المدرسة الإعدادية.
لم أكن أدري وقتها أنني سأقرأ أعمال محفوظ جميعاً، روايات وقصص ومسرحياته الموزعة على بعض مجموعات القصصية، وكتب أربعة جمعت مقالاته القصيرة المركزة التي كان يكتبها في صحيفة “الأهرام” وكتاب حواري وسردي هو “أمام العرش”. لم أكن أعرف في هذا اليوم أيضاً أن التلازم بين نور ومحفوظ سيستمر طويلاً، في السينما، ويهبنا أعمالاً لم يفتني منها شيء، خصوصا المأخوذة من “ملحمة الحرافيش” الخالدة، وقصص أخرى عن حياة فتوات القاهرة في زمنها الذي ولى.
خطفي فيلم “أهل القمة”، فتعلقت بالسينما. لم يكن عقلي وقتها يستوعب المعنى العميق الذي قصده كاتب القصة، وترجمه السيناريست والمخرج في مشاهد وحوارات، والملحن في الموسيقى التصويرية، لكن المعنى كان ماثلاً أمامي، بل يجرفني وأهل قريتي، الذي يحفرون تحت جدار سميك ليظلوا على قيد حياة خشنة، من آثار “الانفتاح الاقتصادي”. خطفتي الصور وما استوعبته من الحكاية، واللحن الذي يعبر عن مشاهدها التي تتدفق بلا هوادة، حتى تظهر على الشاشة كلمة “النهاية”.
لا أنسى وقتها أن المشاهدين كانوا غاية في السعادة من قدرة اللص على مراوغة الضابط، وكيف تمكن من أن يأسر قلب ابنة أخته، ويربح ثروة تجعل يده هي العليا في حيازة المكتسبات المادية. لم يكن منبع هذه السعادة بعيداً عن الصورة المخيفة للضابط التي كانت راسخة في أذهاننا، وأهلنا يحكون لنا عن ضابط نقطة الشرطة الذي كان في الستينيات يدخل القرى راكباً حصانه، فيجري الناس أمامه وهو يهشهم بكرباجه الساخن، أو خيزرانته التي تتلوى كأفعى سام، ويغلقون أبواب دورهم، ويعجزون عن إنقاذ من يقنصهم، لأسباب واهية، ويتبادلون الحكايات عن العذاب الذي يلحق بمن يساق إلى النقطة، أو يقبض عليه، متهماً في سرقة أو شجار أو اعتراض على شيء أو أمر.
كان وقتها الضابط يمثل لنا الخوف الأشد، فنتقل هذا إلى ألعابنا، خصوصاً لعبة “عسكر وحرامية”، وكذلك إلى مساجلاتنا حين يريد كل منا أن ينتصر لقوة أبيه، فيقول للآخر: “أبي يغلب الضابط وأبوك يضربه الخفير”. كان الضابط أيضاً حاضراً في أناشيدنا التي تطلقها عقائرنا الغضة المشبوبة بألحان صنعها من سبقونا وانتقلت إلينا، حين نجري فور سماع آذان مغرب يتمم يوم صيام في رمضان، عند الجامع الوحيد في القرية، ونصدح:
“افطر يا صايم ع الكشك العايم
افطر يا عسكر ع الكحك أبو سكر
افطر يا شاويش على الكحك أبو ريش”
كان العسكر في مخيلاتنا وقتها، يجتمعون في ضابط نقطة الشرطة وحده، ولم نكن ندري أن غناءنا قديم، يعود إلى زمن المماليك، حين كانوا في جنديتهم الغشوم يستأثرون بكل شيء، ويتركون للشعب الفُتات. لكن الأجيال لم تكف عن ترديد هذا، حيث لم تمت الرغبة ولا الضرورة في التعبير عن التفاوت الطبقي الكبير الذي يلازم الحياة الاجتماعية المصرية برمتها، ولا استهجان الإدارة المتحكمة بحد السيف.
لهذا ظل وجه نور الشريف أو “زعتر النوري” كما هو في قصة محفوظ، ثم الفيلم، هو الفتى الذي يمكن أن ينتصر على كل ما يقيم في مخيلاتنا المسكونة بالقهر والعوز، إلى أن رأيته مرة أخرى مستكيناً ضائعاً مثلنا في مسلسل “أديب” المأخوذ عن رواية طه حسين. رأيناه فتى محدودب الظهر، تسكن وجهه بثور مرض الجدري، فتزيده دمامة، ويسعى إلى شق طريقه نحو التمكن بطريقة أخرى، وهي التي كان أهلنا يؤمنون بها، وقت أن كان التعليم يصنع جانباً معتبراً من الحراك الاجتماعي في قريتنا، وينقل صاحبه من فلاح أجير إلى موظف يتيه على الناس بلباسه النظيف، ودوره المختلف.
أحببت نور الشريف كثيرا في دور “إبراهيم عبد الله”، لاسيما أنه يجسد إحدى شخصيات العظيم ابن بلدنا طه حسين، وهي شخصيات كنا قد عرفنا الطريق إليها من سيرته البديعة “الأيام” التي كانت مقررة علينا في الصف الأول الإعدادي، ومن مكتبة المدرسة التي أعدت رفاً كاملاً لكتبه وقصصه ورواياته.
بدا لي نور الشريف في هذا الدور شاباً يستحق الشفقة، فقد تركته خطيبته “فهيمة” لدمامته، واضطر إلى التخلي عمن أحبته وتزوجها “حميدة” لأن بعثته إلى فرنسا اشترطت ألا يكون متزوجاً، ثم سحرته باريس فغرق في ملذاتها ناسياً المهمة التي جاء إلى فرنسا من أجلها.
ربما أهدتني المقارنة بين دوري نور في الفيلم والمسلسل أول فهم لمعنى التمثيل. فالفتى المتمرد المتأنق الجسور، الذي يعرف من أين تؤكل الكتف في الفيلم، صار في المسلسل، هو المخمور الضائع، قليل الحيلة، المسكون بالأساطير والأشعار الغريبة، الغارق في بكائه بلا انقطاع، جراء تفلت لم يقدر على صده ورده، وندم يأكل نفسه، ورغبة يعجز عن تحويلها إلى فعل إيجابي يرضى هو عنه، أو يرتضيه له الذين تعاطفوا معه، ويكف عن إثارة الحنق عليه في نفوس الذين غضبوا من إهماله، وتسرب الحلم الكبير سريعاً من بين يديه.
إذن هذا الشخص الواحد، وهو نور الشريف، تختلف أحواله وتتقلب من دور إلى آخر، وعليه في كل تمثيل أن يقنعنا بأدائه، في سكناته وحركاته، وطريقة نطقه للحروف، وتعبيره الظاهري عما تشتعل به نفس الشخصية التي يجسدها لنا.
رأينا نور الشريف في أدوار عديدة متنوعة، فهو الفتوة المهاب، والحرفوش المنسحق، والسائق الشهم، والرجل الذي عاد لينتقم، والتاجر المزواج، والأجير المكافح، ورجل الأعمال الناجح، والعاشق الهائم، والحبيب المغدور، واللص الغادر، والفتى العايق، والصوفي الورع، والرجل الكبير الذي أتانا من بعيد في شخصيات عمر بن عبد العزيز وهارون الرشيد وعمرو بن العاص وابن رشد، والصعيدي المشغول بالقيم والأصالة، والمصور النابه، والأب الحنون، والمدرس الذي لا ينسى مهمته، والمربي الفاضل، ورب الأسرة العائل، والشاب المتلفت، ورجل الأعمال الفاسد، والجاسوس الخائن، والرسام الوطني الجسور، والزوج القاتل، وتاجر المخدرات، والابن البار، ولاعب الكرة الريفي الذي لم تخطفه المدينة، والطالب المنتمي الثائر، والمهندس الحالم، والعائد المندهش، والعامل المكافح، والمقاتل المقاوم للظلم الاجتماعي، والأخرس الذي يرفض الجور، والضعيف الذي تضغط عليه الظروف فيقوى، والقوي الذي تنهكه تصاريف الحياة فيضعف.
في كل هذه الأدوار كان نور الشريف يدرس دوره جيداً، فإن كانت الشخصية مستقاة من رواية أدبية، لم يكتف بحفظ نصيبه من السيناريو، إنما عاد إلى النص الروائي نفسه، يقرأه بإمعان، ليعرف كيف صوَّر الأديب الشخصية على أتم وجه ممكن، فيهضمه ويستلهمه، مدركاً للسياق الذي يحمل الوصف والحوار، ويحيط بهما، ويرسم الملامح والمعالم بشكل عميق مؤثر.
وكان نور لا يكتفي بالخبرة التي يزكيها عبر الانتقال من دور إلى آخر، إنما يعزز قدراته، على الدوام، بالقراءة المتأنية في الكتب الأساسية حول فن التمثيل في السينما والدراما والمسرح، والنقد الأدبي والفني، والتي حوتها مكتبته العامرة، التي صارت مع الأيام مرجعاً لكل من يريديها من بني مهنته ومهمته.
يقول عنه مجايليوه وتلاميذه أنه كان لا يدع وقتاً إلا وطالع فيه الكتب. يقرأ في أوقات الراحة بين المشاهد التي يمثلها، وقبل أن يخلد إلى النوم، وفي أيام بقائه في بيته، وخلال رحلاته المتعددة إلى مدن عديدة. وكان يحض كل من حوله على القراءة، ويمتاز عنهم بالمواظبة الشديدة عليها.
كان نور صادقاً مع نفسه، فهو كان يعلم جيداً أن هناك من بني كاره من منحهم الله فطرة فنية بازغة، وموهبة لاذعة، يجري التمثيل معهم هيناً ليناً، كما يسري النسيم العليل في ساعة قيظ، ويجري الماء العذب في الحلوق الظمآي، ولذا أدرك أنه لا سبيل أمامه كي يحجز لنفسه مكاناً مستقراً بين هؤلاء في عالم التمثيل سوى أن يمسك شديداً بحبال التجديد والجودة والإجادة، باذلاً في هذا جهداً مضنياً، كي يبقى اسمه متصدراً أفيشات الأفلام، وتترات المسلسلات، وصدارة خشب المسرح.
لقد أدرك نور منذ أولى خطواته على الطريق أن الموهبة الكبيرة إن وجدت من صاحبها إهمالاً واستهانة وتواكلاً ضمرت، وأن الموهبة الصغيرة يمكنها أن تنمو بالتدريب والتجريب، وتُصقل بالإطلاع، وتقوى بالتنوع، وتتعزز بالإصرار والصبر والمثابرة. كان يعرف أن جُلَّ العبقرية يعتمد على بذل الجهد، وتربية الذائقة، والعمل المتواصل، بلا كلل ولا ملل، وهو المبدأ الذي كان يؤمن به نجيب محفوظ نفسه.
لم يكن نور مكتفياً بأداء أدواره كممثل، فقد كان فهمه في الإخراج عاملاً مساعداً له ولمن حوله، وكان إقباله على إنتاج بعض الأفلام دليلاً على إخلاصه لهذا الفن، رافضاً أن يكون ككثيرين من أمثاله، يأخذون ولا يعطون، يؤجرون بسخاء لكنهم يضنون على الفن الذي صنعهم ببعض أموالهم، كي تستمر السينما في أداء رسالتها، حين يهجم عليها الاستسهال والابتذال والسطحية.
كان نور الشريف مسكونًا برسالة الفنان، وانعكس هذا على مواقفه الاجتماعية والسياسية، فلم يسمح لسلطة أن تستخدمه بوقًا، ولا لرأسمال أن يمسخه لعبة، وكان عارفُا بأحوال مجتمعه، يدرك أن جمهور السينما الذي حمله عقودًا من الزمن على أكتافه، حين اقتطع من دخله ثمن تذكرة السينما، له في عنقه ديون كثيرة، ولهذا انحاز إلى الناس، وعبر على مشكلاتهم الحياتية في إطلالته المتلفزة، وحواراته المتعددة، وتعليقاته على الأحداث السارية الجارية.
وكان نور منتمياً لقضايا أمته، فهو آمن بقيمة مصر وقامتها، ودافع عن قضايا العرب، وخصوصاً قضيتهم المركزية فلسطين، وهاجم في تصريحاته العدوان الغربي المتواصل على بلدان عربية، ورفض جور الشركات متعددة الجنسيات على مصالح البسطاء والفقراء في بلادنا، وأدرك مرامي “الغزو الثقافي”، فنادى بالتصدي لتشيؤ الإنسان، وانجراف قيم مجتمعنا وتقاليده الأصيلة، دون أن يدعو إلى انغلاق أو جمود أو اكتفاء زائف، أو ادعاء فارغ.
وصبر نور، بسبب مواقفه هذه على المنع والمصادرة التي تعرضت لها بعض أفلامه، والخسائر المادية التي طالته جراء هذا، وكان كبيراً في مواجهة التشويه، ومحاولة تلويث السمعة التي لحقت به جراء أكاذيب واقتراءات وشائعات سعت إلى النيل من منزلته في نفوس محبيه، كانت خلفها قوة ظالمة تدفعها، وأياد خبيئة تحركها، دون تحسب ولا ورع.
ظل نور الشريف واقفاً على قدميه كنخلة عفيَّة، صلباً في مواجهة العواصف والنوائب كجدار متين، صابراً على ألم مرض السرطان اللعين حتى أجهز عليه، وخطفه من دنيانا وهو لا يزال قادراً على العطاء، كما يصبر أولو العزم من الرجال، محافظاً على أسرار حياته الخاصة على قدر الاستطاعة، كما يهش الراعي على غنمه.
في أيامنا هذه، حيث تداعت السينما المصرية إلى قاع مظلم بغيض، وتنصل ممثلون من رسالة الفن، وباع آخرون أسماءهم وتاريخهم الفني بثمن بخس، وضن آخرون على السينما بمال طائل حصَّلوه منها، نتذكر نور الشريف بعطائه السخي، ووجهه البهي، ونقول بملء أفواهنا: “في الليلة الظلماء يُفتقد البدر”.