خلود رضا
1
لكل صُنع نسبة خطأ
وأنا الخطأ،
ولدت وكنت
بين الناس
أشتباها لخطأ
كبرت وصرت الدليل،
ياخالق،
أعلم أن عملك شاق
لكن لو تلتفت
لي ثانية، فأنا
العصفور اليتيم
مكاني الآن
ليس انا
بل في السماء
اتنقل من مدينة لأخري
أحفر بأظافري
وجوه المعتقلين المجهولين
علي حوائط
كل مدينة
في بلادنا
تشغلهم تفاهات
أكثر أهمية
من تشييد سجون
للعصافير
2
لم نمنح لبعضنا وحدة
بل أفكارنا عن الوجود
عن إثباته، فعلت
أن نملأ فراغ الغياب
بمقاعدنا وحدنا
وكل منا حاسب الآخر
علي رغبة عابر
في الاستراحة قليلآ
منحنا لبعضنا رؤية
أصابتنا بالعمي
منحتنا عدوانية
ومرآتنا عكست
أشخاصاً كرهناهم
أشخاصاً أقسمنا
أننا لن نكونهم يومآ
صغارآ وحيدين
لا تتركونا
مع أفكارنا.
3
أتذكر أيام كنت أغفو فيها
وأياماً انتظرت فيها بكل شغف نتائج مفوضات السلام،
وأياماً أردت السير نحو البحر دون رغبة في مشاركة الأمواج رقصة
أتذكر أياماً عشت فيها
دون أن أحسم قراراً بالتخلي
وأياماً لم يكن الصبار نباتي المفضل
وأياماً كنت أبالي
وأياماً لم يأكلني فيها الليل
الليل الأسود.
4
اشتقت لكوني شجرة
وابنة أمي المفضلة
وفكرة جائزة في خيالك
أن أبني منزلاً من الصمت
بلا مقبض وعنوان
في التاسعة عشر كتبت نصاً عن الحب
في العشرين قطعته
أهدتني أمي خمسة أسباب للحياة
فقمت بلصقه
استيقظت ذات يوم بلا فم
فأحببت الحياة مجددآ
اشترت لي أمي فما آخر
فقمت بحرق النص
في الواحد والعشرين
أحبني أصدقائي
فطلبت من النص فرصة أخرى
لم يتحمل النص معاناتي
انتحر وبقيت
5
علي الشاطئ امرأة
استيقظت لتوها
علي الرمل ألقت عنها كابوساً
لثلاثة رجال
تحسست قلوبهم
تحت أرجلها
ومركب به طفل
بجيبه نص مكتوب
كان الأفضل للجميع أن يموت
علي الشاطئ امرأة
أدركت المغزى أخيرا
من ترك بعض الصناديق
الفارغة مغلقة
ومن عدم سماح الرب
لصلواتنا بالمرور
تركها وتركنا
………………..
*قصائد من ديوان بنفس الاسم صدر أخيراً عن دار رواشن