أسماء محمد
أنقب عن الضوء بداخلى وخارجى، منزلى الضيق لا تُباركه الشمس كل صباح ولا ينعمُ برؤية القمر فى المساء، إذا شعرت بالحنق واشتد شعورى بفجوة صدرى، أغمضُ عينىّ وأبحث فى خيالى عن نافذتى الكبيرة بطول حائط هادريان، وطاولتى الصغيرة، تُكفى فرداً، من خشب الماهجونى، تعزز الأشعة الذهبية رائحة الخشب المصقول تتناثر على سطحها بضع قطرات الندى حملها الهواء الى الداخل، أُشكل بأصابعى وجوه حيوانات صغيرة، هم أصقائى، أمنحهم أسماء، الأرنب الأبيض “رين” والثعلب “كيبا” له لون برتقالى فاقع وعصفورى “ليلو” يتمتع بألوان عدة، ريشه الناعم يتغير عادة ليتماشى مع ما يحطُ عليه، الآن لونه أخضر فاتح لون فنجانى المملوء لنصفه بشاى الياسمين، يتصاعد البخار حتى تتشبع الغرفة بعبيره. لاتتوقف مطاردات “كيبا” و”رين” على المنضدة، يشى “ليلو” بأحداهما للآخر بصفيره الشجىّ.
أكتب أنا قصة قصيرة عن بطولة وجسارة الصياد “إيليا” قائد سفينة “ثيريا”ومغامراته الاستثنائية الدراماتيكية، بالكاد نجا بأعجوبة من واحدة هو وطاقمه منذ بضعة اسابيع فى بحر “سرقوس” أما هذه الايام فيجوب بـ”ثيريا” بحر “بارنتس” لملاحقة أسماط ” القد”. أدندن سيمفونية ويليام هيرشل الرابعة والعشرون، وأرفع عينىّ لما تبقى من ضوء، أملىء حدقتىّ قبل أن تغفا مجدداً.