حسين عبد العليم
شوّح المواطن ويصا عبد النور يعرب عن سأمه من هذا النقاش المعتاد، تماما مثلما شوح يائسا في آخر مناقشات هجرة “متّى” إلى كندا.
في البداية هاج المواطن ويصا عبد النور وماج لدرجة إنه ضرب “متّى” بالقلم، قال كلاما كثيرا عن الوطن لا يذكر منه حاليا سوى: رائحة الهواء التي لا توجد سوى هنا تطهر الرئتين، طجرم الولد متّى: عاجبكم عيشة الزفت والفقر دي.. عاجبكم وجع الدماغ.. كل يوم والتاني في الجوامع: النصارى.. النصارى.. بنسمع شتيمتنا بودننا ومش قادرين نتكلم.. هو احنا ايه.. عاوزين تقعدوا هنا مع ذكرياتكم خليكم.. هييجي يوم وياكلوكم.
يومها ردت عليه أمه: إخرس.. دي بلدنا.. مين ده اللي ياكلنا. تعددت المناقشات الحادة والإنفعالات، في آخر مناقشة اكتفى المواطن ويصا عبد النور بأن شوّح بيده: غور.. غور يا ابن الكلب.. مش عاوزك.. انت حمار.. حمار ومش فاهم حاجة أبدا وعمرك ماهتفهم.. يا خسارة تربيتي فيك كل اللي بتقول عليه ده هيتكنس بمرور الوقت.
بعدها بأيام قال لزوجته فايزة حنا: دا طبيعي طبيعي قوي.. العيال دي ولاد زمنهم، ثم أرسل خطابا إلى خاله مكرم بنيامين في كندا يوصيه خيرا “بمتّى”.