مفتـتـن الدرويش

موقع الكتابة الثقافي
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

شعر: صالح احمد *

ألقى بجلبابه ذات نهار ٍ

وهفا إلى مشجب ٍ مهمـَل ٍ

( هكذا ..

رابطة العنق انضبطـت ْ )

في خفة طير ٍكان يرفلُ في المرآة ِ

خـلواً من الكتب القاتمة .

صوت الزحام مشوباً بعطرٍ نسائي ٍّ

يداعبُ ساقيه وهو يدوس على شعر لحيته المنطرح .

نازلٌ السلـّم المفضي إلى الشارع

( لىَ عقلي ..

أغالب أفهامهم

لىَ رجـْلان

أعبر الوحل مع العابرين

ويدي ..

سوف تسبقهم لاحتلاب الحجر

هذا جسدي .. دونه غليان المدينة )

……………………..

……………………..

لا ضيرَ …

هذى الأمور اعتيادية ٌ

للذي ظل سنينَ على كرسـيـّه المتحرك

عما قليل ٍ

ستحترف العدْو َ

تغدو حلقة ً لامعة ً في السلسلة .

……………………..

……………………..

يـقعي على الناصية الكـلـبُ

وهذى المرأة الشحاذة كم هىَ راغبةٌ في الحياة.

صاحبه الذي

قرّ في روحه بعض جذاذ ٍ

من الحلـُم الثورىّ ملطخا بدمه

صار يحيك التقاريرَ لأجهزة الأمن ،

ويعيش على الصدأ المتجمع في قاع المدينة .

التي حاربت من أجل زوجها

صارت تواعد شاباً على المقهى

بعيد وفاةٍ مفاجئة .

كل شئٍ يبـقيـك حيـّاً إلى باكر ٍحلال !

……………………..

إنهم يلـِغـون وقد كثـُرتْ على الضحل الشفاه.

في كل صدرٍ وعاءُ حميمٍ ، يؤججه العرق اليوميّ

تنتابه الرعشةُ ..

لا يستقـر إلى أن يفيض َ

على أحـدٍ بالزبد المشبوب .

ليس أبيض َ – ظاهرُه مثلُ باطنه –

إلا الدود .

الأحاديث ممدودة ٌ بينهم كمصيدة ٍ

ودبابيسَ تختبر الطهر المشرئب بخضرته الساذجة .

كنت أرجعُ في آخر الليل ،

منسحبا من غائر الأحداق ،

أشعث َ… من صهد النهارات

أفحم َ… من بصمات الوجوه الخاطئة .

……………………

……………………

( طسم . تلك آيات الكتاب المبين )

صوت قرآنٍ تفجر في الجوف ِ

دوزن حنجرتي وأنا سائر ٌ

رقرقة الماء في اللازورد النبيل ِ

امتدادٌ تعالى على كل حد ٍ

ومتسعٌ لارتجاع التراتيل ِ

والآىُ يجذبُ في إثره الآىَ

تصعد أبخرة شفافة ٌ

من كـَدر الغدران .

…………………..

رفات أجنحة ٍ

تذرو القشورَ التي يغرقُ فيها الوميض .

………………….

………………….

أمسح عن عينيَ مشهدَ أمعاء المدينة

يااااه …

كنتُ كمن يفكر بدلاً من الـله .

جسد الدرويش لم يـُخلق لهذا الإحتفال الحمئـىّ الصاخب ؛

إنني لم أتعمدْ صغيراً من دم الأرض .

صار جلياً أنّ زاوية المسجد ِ

كانت قد أشارت

إلى ولدٍ حافي القدمين يروض ُ

الكرة مع الصبيان ؛

لم يختر الصقرُ الهضبة العالية

إن حظهما الإرتفاع .

راجعٌ أحمل معرفة ً

من نزيف الطين على بشرة آدمية

معرفة ً صلـدة ً أطرافـُها

ومشـققـةَ الكفـين .

………………

………………

هوت الشمس من بعد رقصتها الهمجية ِ

متعبة ً عند مضطجع البحر ِ

الميادينُ خـبـتْ ضجـتها

العصافيرُ علا صوتها من كل اتجاه.

كان ضوء ٌ خافت ٌ

يسـقط في واجهة المحراب

عندما أدخل أولَ ساق ٍ

إلى المسجد .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* شاعر مصري

[email protected]

 

خاص الكتابة

مقالات من نفس القسم

علي مجيد البديري
يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

الآثم