مسرحيتان قصيرتان من “صانع المربعات”

صانع المربعات
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام
مسرحيتان قصيرتان

الحب(1)

يُنار على بيانو ضخم على جانب المسرح .. أمامه على الجانب المقابل مقعد فوتيه كبير ..

فترة سكون ثم يدخل العازف برشاقة وأرستقراطية وثقة وهو يرتدي الإسموكنج .. ينحني للجمهور الذي يصفق بشدة .. يتقدم من البيانو ويبدأ العزف .. يندمج تماماً ثم ينتهي بعد فترة ليست قصيرة .. يقوم بنفس الثقة وينحني للجمهور.. بعد أن ينتهي التصفيق يتحرك نحو الفوتيه ويجلس مسترخياً ..

فترة ثم ينطلق العزف من البيانو .. ينتبه .. ينظر حوله .. يتجه إلى البيانو .. يتأكد أن الصوت يصدر عنه .. يضع يديه خلف ظهره وينظر للأرض مهزوماً .. يعود للفوتيه ويخفي وجهه بيديه .. العزف مستمر.. لا يستطيع التحمل .. يقوم يائساً وهو يمسك برأسه .. يتخبط في كل الاتجاهات .. يقع ويقوم عدة مرات .. يتسارع إيقاع العزف .. يزيد جنونه .. يستمر في الدوران وهو يمزق ملابسه .. يظهر في النهاية أنه قرد بشع .. يصيبه الذعر عندما يكتشف نفسه .. يدور حول نفسه بعنف بينما العزف مستمر بنفس السرعة المجنونة .. تدخل الفتاة فجأة .. تنظر نحو البيانو فيتوقف العزف وينهار القرد ..

فترة سكون ليست قصيرة ..

يفتح عينيه فيرى الفتاة .. يتأملها بإعجاب .. تشير له بيديها الاثنتين وعلى وجهها تعبيرات  الحب .. يشير لها هو الآخر بلهفة وارتعاش ويحاول حتى يقف بينما تنسحب هي بهدوء حتى         تختفي ..

يقف ناظراً نحو الباب الذي خَرجَت منه .. يضع يديه على صدره مع انحناءة شكر من رأسه .. يغمض عينيه ..

برهة ثم يبتسم وينظر حوله .. يمزق جلده بهدوء تام فيظهر في النهاية العازف وهو يرتدي الإسموكنج وعلى وجهه ترتسم أمارات الثقة ..

ينحني للجمهور الذي يصفق بشدة ..

يتجه للبيانو … يجلس .. ثم يبدأ في العزف ..

* إطفاء *

الحـب (2)

المشهد الأول

يُنار على الخشبة عارية ..

يدخل بالتتابع ثلاثة من الرجال ..

الأول ذراعاه ضخمتان جداً .. يأخذ في لَكْمِ منافسٍ وَهْمِيٍّ  والثاني رأسه ضخمة جداً يمسك بيده اليمنى كمبيوتر ضخم .. يضرب على المفاتيح باليسرى ويغير الوضع كل دقيقة ..

الثالث قدماه ضخمتان جداً يضرب بهما كرةً وهمية ويعطى إيحاءً بأنها ضخمة ..

يستمر الرجال في أفعالهم بنشاطٍ وضجةٍ عالية ..

يدخل الرجل على استحياء .. ينظر لهم بفضول ثم ينتابه الخوف من مناظرهم .. يختبىء ثم يظهر ببطيء .. يزحف أمامهم .. ثم يقف .. يتمشى وهو يرتعد .. يتخشب لوقت أمام الأول .. بعدها يقوم بثني ذراعيه ومدها بشكل بسيط جداً .. تزداد سرعة الأول ويزداد بطئه هو .. يقع فجأة وهو يلهث ..

فترة ثم يتحرك ببطيء ليقف أمام الثاني .. يتخشب أمامه .. ثم يُخرج جريدة ويأخذ في تصفحها .. يضرب الثاني على الأزرار بصوتٍ عالٍ .. بينما يزداد هو بطئاً في تحريك الصفحات .. يقع فجأة وهو يلهث ..

فترة ثم يزحف ببطءٍ ليقف أمام الثالث .. يتخشب أمامه ثم تظهر ( بِلْيَتَيْنِ ) وهميتَيْن لكنهما واضحتَيْن ، بالإيحاء ، لنا ..

يُثَبِّتُ واحدة في مكان ويُصوٍّب بالأخرى ..

يرجع إلى الوراء ..

ثم ينام على الأرض ..

يرميها بصوت عال جداً ..

لكنهما لا تتحركانِ إلا ببطءٍ شديد ..

لا تصيب أختها في النهاية ..

ينهار وهو يلهث ..

بينما تزداد سرعة الرجل الثالث ..

* إطفاء *

المشهد الثاني

يُفتح على الرجل وهو جالس .. قد لبسَ ( روباً ) منزلياً ..

شاشة ضخمة في مواجهته .. ومرآة على اليمين ..

يظهر على الشاشة المشهد السابق كله ..

يدور بسرعة شديدة ويتكرر عدة مرات ..

الرجل يبكى متحسراً ويتضاءل داخل كرسيه تماماً ..

* إطفاء *

المشهد الثالث

نفس السابق .. ولكن الرجل واقفٌ وقد امتلأ حماساً .. يدور في المكان بثقة .. ثم يشير للشاشة .. يظهر عليها رجل من رعاة البقر يحمل مسدساً ضخماً يضرب به أعداؤه .. يفزع الرجل في البداية لكنه يتماسك ويتمالك نفسه .. يقوم ويجرى و يبحث في الأدراج عن مسدس .. لا يجد إلا ورقاً ومقصاً .. يقص ورقة وهو في غاية الانفعال ، على هيئةِ مسدسٍ .. يضرب أمامه .. يقع ويضرب في كل اتجاه .. يختبأ ويصوب نحو الأعداء .. لكنه يتوقف فجأة وينظر للورقة بأسى .. يمزقها ثم ينهار .. تظهر على الشاشة بسرعة صورة لص وهو يصعد على المواسير .. يقف الرجل منفعلاً .. يتسلق المقعد .. فيرجع به للوراء ويقع .. يتركه ويصعد فوق المرآة .. تأخذه وتتحطم .. ينهار باكياً ..

يظل يبكى لفترةٍ طويلةٍ جداً ..           

* إطفاء متدرج *

المشهد الرابع

نفس السابق .. الرجل ما يزال منهاراً .. الشاشة مظلمة .. صوتُ طَرْقٍ على الباب ..

يفزع و يختبئ وراء المقعد المقلوب ..

الطَرْقُ يستمر .. يجرى ويكوم السجادة وينام تحتها ..

يزداد الطرق .. يقف ويسد أذنيه ..

لا يستطيع أن يقاوم .. كأن قوىً شيطانيةٍ تحاصره ..

يقع .. يزحف نحو الباب ويفتحه ثم يقع مغشياً عليه ..

تدخل فتاة بهدوء .. تنظر له بحب ثم تشير للشاشة .. يظهر عليها راقص وراقصة يرقصان  (فالس) .. تقترب منه برقة وتمسك بيده .. يقوم .. يفرك عينيه .. تأخذه بهدوء .. يرقصان بسعادة غامرة .. يضحكان ..

يتوقف هو فجأة ويشير للشاشة فتُطفَأ ..

يعطى ظهره للشاشة ثم يأخذ في احتضان الفتاة ..

* إطفاء *

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

صادرة عن سلسلة “نصوص مسرحية” ،الهيئة العامة لقصور الثقافة2020

مقالات من نفس القسم

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 12
تراب الحكايات
عبد الرحمن أقريش

المجنون